اراء متضاربة حول الملح والاختصاصيون يجمعون على أهمية التوعية

يثار عالميا بين الحين والآخر آراء مختلفة حول ملح الطعام، البعض يتحدث عن
فوائده والبعض يتناول أضراره على الصحة، وفي تحقيق عن فوائد وأضرار الملح سألنا عددا من المارة والباعة والمتسوقين، خاصة جيل الشباب عن فوائد وأضرار المبالغة في تناول الملح، فوجئنا أن القليل من الناس يدرك الحقيقة أو حتى جزء منها مما يثار علميا وإعلاميا عن ملح الطعام.
يقول خالد سعيد الحارثي (16 سنة في المرحلة الثانوية)"أنا أعرف أن الملح هو كلوريد الصوديوم، وأنا أحبه بصورة متوسطة، على سبيل المثال أحب الملح الموجود في الشاورما أو الكتشب"، وعن الوجبات السريعة وما يقال عن احتوائها على نسبة زائدة من الملح
قال "لا أتناول الوجبات السريعة، لأنني علمت أنها تجمع من بقايا دجاج"،
مشيرا إلى أن الطعام الذي يقدم له في المنزل يحتوي على نسب متوسطة من الملح.
يرفع الضغط
أما سلطان عادل (22 سنة) أنهى المرحلة الثانوية فإنه يحب الملح في الطعام رغم علمه بأنه يرفع الضغط، لأنه ضروري للجسم، وعن سؤاله عن سبب ضرورته للجسم قال إنه لا يعلم على وجه التحديد ما أهمية الملح للجسم، ولكنه يسمع أنه ضروري.
يخفض السكر
يتفق محمد الزهراني (حوالي 21 سنة) مع سلطان بأن الملح
قد يسبب ارتفاعا في الضغط وأنه يخفض السكر في الدم أيضا، ويرى أنه مضر
بالصحة، مشيرا أنه لا يحبه ويحاول التقليل منه، وفيما إذا كان محمد يأكل
الوجبات السريعة أو إن كان يرى أن بها ملحا زائدا يؤكد محمد بأنه يأكلها،
ولكنه يطلب عدم إضافة الكاتشب الذي يسبب ملوحتها.
يضر الكبد
و يقول البائع مهدي على (37 سنة) بائع في أحد الأسواق إن زيادة الملح
تسبب مشاكل للكبد، لأنه يحتوي على اليود، كما أنه يسبب ارتفاع الضغط ونقص
الكالسيوم لدى الأطفال، ويتضح ضرره في إنضاجه السريع للحم،فإن اللحم إذا
زاد الملح فيه نضج واهترى، مما يؤكد أنه يسبب أضرارا في الجسم لقوته، وحول مبالغات الناس في أكل الملح يؤكد مهدي أن الأمر غير مقتصر على أكل المطاعم أو البيت بل وحتى في الريف والقرى يعتمدون بصورة كبيرة جدا على زيادة الملح في أغذيتهم الشعبية.
ويتفق البائع عبد الله محمد (45 سنة) مع ما ذهب إليه مهدي من أن الملح يرفع الضغط، وأن إنضاج الملح
للطعام بسرعة دليل على أنه يفتت العظام ويضعفها خاصة لدى الأطفال، ويرى أن
الضرر الأول للملح هو إضعاف العظام، وعما إذا كان يراقب أولاده في تناول الملح يقول إنه لا يراقبهم دائما، ولكنه يمنعهم عن أكل الشيبسات والبطاطس والجمبري لاحتوائها على نسب عالية من الملح، ويشتري لهم بدلا منها العصيرات والكريمات، ويؤكد عبدالله أن وجباتنا عموما عالية المحتوى من الملح ومثال على ذلك الإيدامات والفول.
البحري أفضل
أما عرفات البعداني (24 سنة) (صاحب محل عطارة وأغذية عضوية وطبيعية) فإنه يطالب بالابتعاد عن الملح المصنع واللجوء لملح البحر، لأنه أكثر فائدة، ويقول "الملح
الذي يباع في الأسواق به مادة كيميائية خطيرة تسمى سلكات الأمونيوم، وهي
تضاف للملح حتى تعطي الحبيبات الشكل الانسيابي، وهي مادة سامة، كما أن
تكرار الملح يسبب العديد من المشاكل".
ويضيف"رغم أن بعض المصانع تضيف اليود للملح إلا أنه يكون أقل مما ينبغي،
ولا يتوفر اليود المهم للغدة الدرقية بالكميات المطلوبة إلا في ملح البحر،
لأن اليود في ملح البحر طبيعي وليس صناعيا، وعن أضرار زيادة تناول الملح بما في ذلك ملح البحر يؤكد البعداني أنه يرفع الضغط ويسبب هشاشة العظام ويسبب سوء امتصاص الكلى للأملاح وبالتالي ترسبها في الجسم، وعن فوائد الملح للجسم يرى أنه يساعد على حرق النشويات وينشط الغدد الدرقية.
التوسط مطلوب
حول فوائد الملح يقول الدكتور عدنان باجابر "الملح مادة غذائية مهمة وضرورية للجسم إذا أخذت في حدودها المعقولة،فالملح
ضروري لحفظ توازن السوائل بين داخل وخارج خلايا الجسم ولجهاز المناعة في
الجسم والتحكم في عمليات الحموضة وامتصاص البروتينات بعد هضمها،وله دور مهم
في تقلصات العضلات وعمل الإشارات العصبية في الجسم".
وعن أضرار الملح يضيف الدكتور باجابر أن هناك علاقة بين زيادة ارتفاع ضغط الدم عند زائدي الوزن وزيادة تناول الملح
في الطعام، وتشير بعض الدراسات (بدون تأكيد) إلى أن هذه العلاقة تمتد إلى
جميع الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم رغم أن الأمر لم يحسم حتى الآن،
ويضيف" الإفراط الزائد في تناول الملح قد يسبب تجمع السوائل ( الأديما) في جسم بعض الأفراد في حالات صحية معينة" مشيرا إلى أن الأصل يبقى واضحا من أن الكلية تخلص الجسم من أي نوع من الأملاح الزائدة وتنقي الجسم منها،إلا أن هناك فئات خاصة من الناس عندها حساسية من الملح لا تستطيع الكلية أن تؤدي دورها بصورة كاملة، ويطالب الدكتور باجابر حتى تظهر الصورة الفعلية لعلاقة الملح بأمراض القلب أن يُعلم الأطفال منذ الصغر على تقليل كمية الملح المتناولة، وذلك بالترشيد والقدوة من قبل الكبار.