المدرس البابلي
قصة قصيرة 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا قصة قصيرة 829894
ادارة المنتدي قصة قصيرة 103798
المدرس البابلي
قصة قصيرة 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا قصة قصيرة 829894
ادارة المنتدي قصة قصيرة 103798
المدرس البابلي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المدرس البابلي


 
الرئيسيةالرئيسية  الأحداثالأحداث  المنشوراتالمنشورات  أحدث الصورأحدث الصور  دخولدخول  التسجيلالتسجيل  

















| ملاحظات الأدارة |






اكتب هنــــــــا ما تريــــد




 

 قصة قصيرة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمد الصفار
المدير
المدير
محمد الصفار


عدد المساهمات : 2318
نقودي : 7138
السٌّمعَة : 21
تاريخ التسجيل : 22/08/2012
العمر : 61
الموقع : http://www.mohammedalsafar.com/

قصة قصيرة Empty
مُساهمةموضوع: قصة قصيرة   قصة قصيرة Emptyالثلاثاء أكتوبر 15, 2013 2:08 pm


إذا كنتم ستسألونني كما سألني الآخرون إبتداءا بالذين عصبوا عيني وإنتهاءا بالذين رفعوا العصابة عنها، فأنا على يقين تام بأنكم لن تجدوا عندي ماتبحثون عنه.
- انتَ شنو؟
- يعني شنو آني شنو؟

كنت في العتمة، وأسمع صوته فقط.
- لك انتَ شنو؟ انتَ.. شنهو ملتك؟

كان صوته يثقب أذني كالمسمار، وذراعيَّ مقيدتان خلف ظهري.
- يعني شنو ملتك؟ انتو شتردون مني؟

عاد المسمار يحفر في رأسي.
- لك انتَ...انتَ...شنو؟ شيعي؟ سني؟ صُبِّي؟ انت شنو؟ 

فجأة إقتربت مني رائحة كريهة تشبه الرائحة التي أشمها عندما أذهب إلى مرحاض السوق. 
- أريد أروح للمرحاض.

يصرخ أبي:
- لك متكلي شوكت تكبر وتصير رجال؟

أكرر:
- أريد أروح للمرحاض.

يقول أبي مستسلما

- يلله خلصني روح، بس لاتتأخر.

يقع المرحاض على السطح فوق أحد المحلات ويقود اليه سلم ضيق يلتف حول نفسه وينتهي بباب مخلوع. لكني لا أطيق رائحة المرحاض فأقضي حاجتي في زاوية من السطح وأنا أتطلع إلى سرب الطيور الذي يحلق في السماء الصافية الزرقاء.

_ آني أعرف السوق، واعرف دربونتنا، وهذا اللي تكول عليه ما موجود عدنا هناك. 

أسمع لهاث أنفاسه على وجهي، فتتحرك معدتي. ينفجر صوته كالمنشار الكهربائي في رأسي.
- كلي انتَ آدمي لو حيوان؟

وكان أبي كلما أراد مني أن أجلب له شيئا يصرخ بي:

- لك انتَ حيوان انتبه، جيبلي المنشار..

وكلما ابتعدت عن المحل راكضا خلف حمار إحدى الجلابات المحمل بالخضار أو خلف أحد الباعة الجوالين يخترق صوته أرجاء السوق مجلجلا:

- لك حيوان وين رايح؟ تعال هنا. لتروح بعيد...

حتى صار الكل ينادونني به في السوق وفي الدربونة، ماعدا أمي التي ظلت تناديني بإسمي الحقيقي. كنت أحبها عندما تدعوني إلى الغداء، وعندما أدخل إلى المطبخ وأقول لها: آني جوعان، فتقول لي: روح اغسل ايديك وآني أصبلك. لكنها كانت تؤذيني عندما تسحبني بقوة إلى الحمام وتخلع عني ملابسي وتجلسني على التختة التي صنعتها بنفسي وتبدأ بفرك وحك يدي وقدمي بحجارة صفراء ثم تصب الماء الحار على رأسي وتملؤه بالصابون فأغص وأختنق وأنا أشهق وأبكي، لكني لم أكرهها أبدا. كنت أغضب منها، وبقيت أحبها دائما، حتى إختفت من البيت. أذكر أنني في الصباح إستيقظت على صوت بكاء، وكنت نائما في السطح، وعندما نظرت من الداير إلى داخل البيت رأيت نسوة يغطون أمي النائمة على الأرض بإزار ملون، ولم أرها بعد ذلك، وما عاد أحد يناديني بإسمي الحقيقي الذي نسيته تماما.
- كلهم لما يصيحون علي يكلولي حيوان..
- يعني انتَ اسمك حيوان، صح؟
- لع... آني جان عندي اسم..بس.. نسيته...

بدأت أشعر بثقل يتكدس فوق كتفي وخدرا يسري في ذراعي المشدودتين إلى الوراء، ورقبتي تؤلمني أيضا..
- زين انت عندك هوية؟
- هوية مال شنو؟

يعود لينفجر الصوت كالرعد في رأسي:

- لك هوية حيوان، هوية بيها اسمك واسم الخللفوك...

كنت محاصرا بالظلمة والضجيج والألم الذي راح يأكل في جسدي.

- لع آني ما عندي هاي ال.....ما اعرفها.....
- زين انت تقرا وتكتب....

إشترت لي أمي قميص وبنطلون وحذاء وحقيبة وقالت لي: ستذهب إلى المدرسة. وفي صباح أحد الأيام ألبستني الملابس الجديدة وسارت معي حتى مدخل بناية كبيرة تكتظ ساحتها بالأولاد. لكنني لم أحب المدرسة. كرهتها منذ اليوم الأول، وكرهت ذلك المعلم الطويل الذي يحمل بيده عصا، وطلب مني أن أفتح يدي وراح يضربني بعنف على راحتي كفي. قلت لأمي لن أذهب إلى المدرسة. أنا أكره المدرسة، وأكره المعلم الطويل الذي يتبختر دائما في الساحة حاملا عصاه التي أكرهها أيضا، وأكره الأولاد الذين كانوا يتجمعون حولي ويسحبون مني حقيبتي فتسقط على الأرض ويخرجون ألسنتهم ويطلقون أصواتا غريبة ثم يفرون وهم يضحكون. 

سارت بي أمي ثانية إلى المدرسة وتحدثت مع المعلم الطويل الذي كان صارما معها وكان على وشك أن يضربها بالعصا هي أيضا وقال لها: 

- ابنج ما منه فايدة. متصيرله جاره. 

وطوال الطريق إلى البيت ظلت أمي تبكي وتمسح الدموع المنهمرة على خديها بشيلتها السوداء وتطلق الدعوات المتواصلة على المعلم الطويل وعلى عصاه التي أوجعتني كثيرا عندما كان يضربني بها.
- اخْذوني لمحو الأمية، وبعدين ورا جم يوم كالولي لتجي بعد.

وأسمع صوتا آخر ينبعث من العتمة التي تصر على محاصرتي، وما كان يأتيني منها سوى الضجيج والأنفاس والروائح العفنة.
- ماكو فايدة. جيبته من الأول غلط.
- لا تستعجل... لا تستعجل.....

وتضرب وجهي لفحة عفونة.
- كلي انتَ عندك بيت؟

ظهرتْ بعد فترة قصيرة من إختفاء أمي. إمرأة شرسة، تكره وجودي في أي مكان من البيت، وتنهرني بصوتها الغليظ كلما وقع بصرها علي، فكرهتها، وكرهت البيت وكرهت حياتي عندما أكون معها. حتى أبي ساءت طباعه معي وصار يشتمني كلما دنوت منه أو حاولت أن أطلب شيئا. وفي يوم خرج ليقضي حاجته ولم يعد. وجدوه محشورا في المرحاض فاغرَ الفم جاحظ العينين يحدق في السقف المليء بخيوط العنكبوت.

قالت لي المرأة الشرسة: 
- لا أريد أن أرى وجهك.

طردتني من البيت، فلم أجد مكانا آوي إليه غير الخرابة، التي كانت بيتا مهجورا مخلَّع الأبواب والشبابيك لا ماء ولا كهرباء فيه.

- جان عدنا بيت، بس هسه لع. أنام وين ما جان بالخرابة، بالكهوة، بالجامع...

وفي السوق جاء فتى طويل القامة عريض الصدر مفتول الشاربين ليحتل المحل الذي عرفت طريقي إليه صباح كل اليوم منذ أن قرر أبي ورضخت أمي بأن المدرسة لن تنفعني في شيء، وأبقى فيه أو قريبا منه كي أنفذ الطلبات والأوامر حتى نعود إلى البيت عند المساء. قال لي الفتى:

- إذهب حيث تريد ولكني لا أريد أن أراك في المحل.

قال لي صاحب المقهى عندما رآني واقفا عند الباب لا أعرف لي هدفا محددا:
- لا تظل واقف، تحرك اجمع البوش.

وكنت سعيدا لأنه أخرجني سريعا من عتمة الفراغ الذي سقطت فيه.

- يمعودين تر بديت أختنق من الظلمة.... 

سمعت حركة أقدام بعيدة، وجلبة أصوات. سأل أحدهم، ولم يكن بعيدا عني.
- شكو؟

عادة في مثل هذا الوقت من الليل لا أعود أرى أحدا في السوق، بعد أن تخلو المقهى من آخر الزبائن، ويطفئ الأسطة عباس التلفزيون والبريمز ويلقي علي قائمة التوجيهات والوصايا اليومية والتي صرت أحفظها عن ظهر قلب حتى أن الأسطة يصدمني أحيانا عندما يقدم ويؤخر في تسلسلها، ويتركني كي أغسل المقهى بالماء والصابون وأمسح الطاولات وأنظف الإستكانات والفناجين وأدوات صنع الشاي والقهوة وأملأ الخزانات بماء للشرب، ثم أغسل وجهي ويدي ورجلي وأسحب الكبنك إلى أسفل وأغلقه من الداخل، بعدها أختار لي قنفة أنام عليها. 

لكني في تلك الليلة، وقبل أن أنتهي من التنظيف فوجئت برجلين ملثمين يدخلان إلى المقهى. 
- ماعدنا شي عزلنا. 

لكنهما لم يكترثا لكلامي. أحدهما ظل واقفا عند الباب بينما توجه الآخر نحوي، وكنت منشغلا بتنظيف إحدى الطاولات بقطعة قماش مبللة. وضع كفه في ظهري ودفعني بقوة إلى سطح الطاولة، فإرتطم أنفي بالحافة.
- آآآآآآآآخ...لك ليش.. شتريد؟

رأيت الدم يسقط من أنفي على الأرض، وشعرت بأضلعي تتكسر، وأكتافي تنخلع وهو يشد ذراعيَّ خلف ظهري.
- شنو..شكو..ليش...آآآآآآآآآآآآآآآخ......

وسحبني بقوة إليه. ثم سقط شيء ثقيل كأنه صخرة على أم رأسي، وجاءت الظلمة. إرتفعت جلبة الأصوات، وتعالت صرخات متشنجة، لم تكن قريبة مني، لكني كنت أسمعها بوضوح:

- الشرطة..... 
- الشرطة والمسلحات بكل مكان.....
- لا تطلع برة.....إرجع لِوَرا.....
- أركض ولك.....شيل سلاحك......

وإبتعدت الرائحة العفنة. كنت أسمع بعضهم يركضون، ويشتمون.
- لك وين البي كي سي؟
- بالسطح....
- لا تظل واقف كبالي..تحرك..اصعد لفوق..يلله بسرعة... 

بعدها سمعت صوت إطلاق رصاص، وكان متقطعا، ثم راح يشتد ويطوقني، فحشرت نفسي داخل جسدي المتشنج وبقيت أنتظر. صياح، صرخات صارمة، وأقدام ثقيلة تقتحم المكان...... 

عندما رفع العصابة عن عيني وبدأ النور يعود إليها وبدأت أتعرف إلى هيئته وكانت رأسه مختفية تحت خوذة غريبة الشكل ويحمل بيده رشاشا بادر إلى سؤالي:
- انتَ شنو؟ 

رحت أبحلق في وجهه، ورأسي ما تزال تدور.
- آني كلشي. آني أشتغل وآكل وأنام بالكهوة...وأسطة عباس يعرفني... يعرف كلشي عني... 

ربت على كتفي وهو يرسم على وجهه إبتسامة عريضة، فأحسست عندها بالهدوء والأمان.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.mohammedalsafar.com
 
قصة قصيرة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قصة قصيرة
»  قصائد قصيرة
» وقفة قصيرة
» عباس علي العلي - سلعو وشنه , قصة قصيرة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المدرس البابلي :: المنتدى العام :: المواضيع المميزة-
انتقل الى: