|
|
|
فِداءٌّ لَمثواكَ مِن مَضْجَعِ |
| آمنت بالحسين
تَنَوَّرَ بالأبلَج الأروَعِ |
بأعبقَ من نَفحاتِ الجِنانِ |
| رَوحاً ، ومن مِسكِها أضوع |
ورَعياً ليومِكَ يومِ " الطُفوف" |
| وسَقياً لأرضِكَ مِن مَصْرَع |
وحُزناً عليك بحَبْسِ النُفوسِ |
| على نهجِكَ النَّيِّرِالمَهْيَع |
وصَوتاً لمجدِكَ مِنْ أنْ يُذالَ |
| بما أنت تأباهُ مِن مُبّدع |
فيا ايُّها الوِتْرُ في الخالِدينَ |
| فذّاً ، إلى الآنَ لم يُشْفَع |
ويا عِظَةَ الطامحينَ العِظامِ |
| للاهينَ عن غَدِهمْ قُنَّع |
تعاليتَ مِن مُفْزِعِ للحتُوفِ |
| وبُورك قبرُكَ مِن مَفْزَع |
تلوذُ الدُّهورُ فمِنْ سُجَّد |
| على جانبيه . ومِنْ رُكَّع |
شَممتُ ثراكَ فهبَّ النسيمُ |
| نسيمُ الكرامةِ مِن بَلقع |
وعفَّرتُ خدي بحيثُ استراحَ |
| خدٌّ تفرَّى ولمْ يَضرَع |
وحيثُ سنابِكُ خيلِ الطُغاةِ |
| جالتْ عليهِ ولم يَخشع |
وخِلْتُ وقد طارتِ الذكرياتُ |
| بروحي إلى عالمٍ أرفَع |
وطُفْتُ بقبرِكَ طوفَ الخَيالِ |
| بصومعةِ المُلْهِمِ المُبْدع |
كأنَّ يداً من وراءِ الضريحِ |
| حمراءَ " مَبتُورَةَ الإِصْبَع " |
تَمُدُّ إلى عالمٍ بالخُنوعِ |
| والضيمِ ذي شَرقٍ مُتْرَع |
تَخبَّطَ في غابةٍ أطبَقَت |
| على مُذئبٍ منه أو مُسْبِع |
لِتُبدِلَ منه جديبَ الضمير |
| بآخَرَ مُعَشوشِبٍ مُمرِع |
وتدفعَ هذي النفوسَ الصِغارَ |
| خوفاً إلى حَرَمٍ أمنَع |
تعاليتَ مِن صاعِقٍ يلتظي |
| فانْ تَدْجُ داجيةٌ يَلمع |
تأرّمُ حِقداً على الصاعقاتِ |
| لم تُنْءِ ضَيراً ولم تَنْفَع |
ولم تَبْذُرِ الحَبَّ إثرَ الهشيمِ |
| وقد حرَّقَتَهُ ولمْ تَزرع |
ولم تُخلِ أبراجَها في السماء |
| ولم تأتِ أرضاً ولم تُدْقِع |
ولم تَقْطَعِ الشّرَّ مِن جِذْمهِ |
| وغِلَّ الضمائرِ لم تَنْزع |
ولم تَصْدِمِ الناسَ فيما هُمُ |
| عليهِ من الخُلُقِ الأوضَع |
تعاليتَ من " فَلَكِ " قُطْرهُ |
| يدورُ على المِحوَرِ الأوسع |
فيابنَ " البتولِ " وحَسْبي بها |
| ضَماناً على كلْ ما أدَّعي |
وبابنَ التي لم يَضَعْ مِثُلها |
| كمِثلِكَ حَملاً ولم تُرْضِع |
ويابن البطينِ بلا بِطنةٍ |
| ويابن الفتى الحاسرِ الأنْزَع |
ويا غُصْنَ " هاشِمَ " لم ينفَتِحْ |
| بأزهرَ منكَ ولم يُفْرِع |
ويا واصِلاً مِن نشيدِ " الخُلود" |
| خِتامَ القصيدةِ بالمطلع |
يَسيرُ الورى بركاب الزمانِ |
| مِن مستقيمٍ ومن اظلع |
وأنتَ تُسيِّرُ ركْبَ الخلود |
| ما تستَجِدّ له يَتْبَع |
تَمثَّلتُ " يَومكَ " في خاطري |
| وردَّدت " صوتَكِ " في مَسمعي |
ومَحَّصتُ أمرَكَ لم " أرتَهبْ " |
| بنقلِ " الرُّواة " ولم أُخدَع |
وقلتُ : لعلَّ دويَّ السنين |
| بأصداءِ حادِثِكَ المُفْجِع |
وما رتَّلَ المخلِصونَ الدُّعاةُ |
| مِن " مرسِلينَ " ومن " سُجَّع " |
ومِنْ " ناثراتٍ " عليكَ المساءَ |
| والصُبْحَ بالشَعْرِ والأدمُع |
لعلَّ السياسةَ فيما جَنَتْ |
| على لاصِقٍ بكَ أو مُدَّعي |
وتشريدَها كلَّ مَنْ يدَّلي |
| بحبلٍ لأهلِيكَ أو مَقطع |
لعلَّ لِذاكَ و " كونِ " الشَّجيِّ |
| وَلُوعاً بكلِّ شَجٍ مُولع |
يَداً في اصطباغِ حديثِ " الحُسين " |
| بلونٍ أُريدَ لهُ ممتِع |
وكانتْ ولمَّا تَزَلْ بَرْزَةً |
| يدُ الواثقِ المُلْجَأ الألمعى |
صَناعاً متى ما تُرِدْ خُطَّةً |
| وكيفَ ومهماً تُرِدْ تَصنع |
ولمَّا أزَحْتُ طِلاءَ " القُرونِ " |
| وسِتْر الخِداع عنِ المخْدع |
أُريدُ " الحقيقةَ " في ذاتِها |
| بغيرِ الطبيعة لم تُطْبَع |
وجدتكَ في صُورةٍ لم أُرَعْ |
| بأعظمَ منها ولا أرْوَع |
وماذا ! أأروعُ مِنْ أن يكونَ |
| لحمُكَ وَقْفاً على المِبْضَع |
وأنْ تَتَّقي – دُون ما ترتائي - |
| ضميرَكَ بالأسَلِ الشُرَّع |
وإنْ تُطْعِم الموتَ خيرَ البنينَ |
| مِنَ " الأكهلينَ " إلى الرُّضَّع |
وخيرَ بني " الأمِّ " مِن هاشمٍ |
| وخيرَ بني " الأب " مِن تُبَّع |
وخيرَ الصِّحاب بخيرِ الصدورِ |
| كانوا وِقاءكَ ، والأذْرع |
وقدَّسْتُ " ذكراكَ" لم أنتحِلْ |
| ثِيابَ التُقاةِ ولم أدَّع |
تَقَحَمْتَ صدري وريبُ " الشكوكِ " |
| يَضِجُّ بجدرانِه " الأرْبَع " |
ورانَ سَحابٌ صَفيقُ الحجاب |
| عليَّ من القَلَقِ المُفزع |
وهبَّتْ رياحٌ من الطيّبات |
| و " الطيبينَ "ولم يُقْشَع |
إذا ما تزحزحَ عن مَوضعٍ |
| تأبَّى وعادَ إلى مَوضع |
وجازَ بيَ الشكُّ فيما معَ " الجدودِ " |
| إلى الشكِّ فيما معي |
إلى أن أقمتُ عليه الدليلَ |
| من " مَبدأ" بدمٍ مُشْبَع |
فأسلَمَ طَوعاً إليكِ القِياد |
| وأعطاكَ إذعانهََ المُهْطِع |
فنَوَّرْتَ ما اظْلَمَّ مِن فِكرتي |
| وقِّوْمتَ ما اعوجَّ مِن أضلُعي |
وآمنتُ إيمانَ مَن لا يَرى |
| سِوى ( العقل) في الشكِّ مِن مَرْجع |
بأن ( الإِباء ) ، ووحيَ السماء |
| وفيضَ النبوَّةِ ، مِن مَنْبع |
تجمَّعُ في ( جوهرٍ ) خالصٍ |
| تَنَّزهَ عن (عَرَضِ ) المَطْمَع |