الكهرو سلبية

الكهرسلبية: هي قابلية الذرة لجذب إلكترونات الرابطة الكيميائية.

تعتمد الكهرسلبية على التوزيع الإلكتروني للذرة و على شحنة النواة الفعالة.

الكهرسلبية هي غير الإنجذابية الإلكترونية والتي تعني الطاقة الناتجة أو المستهلكة عندما يضاف إلكترونا إلى الذرة في الحالة الغازية في مدار الإلكترونات الأرضي للذرة.

حجم الذرة يعتمد على شحنة النواة الموجبة التي تشعر بها إلكترونات المدار الأخير. كلما زادت شحنة النواة الموجبة كلما كان انجذاب الإلكترونات أكبر نحو مركز الذرة. شحنة النواة التي تشعر بها إلكترونات المدار الأخير( شحنة النواة الفعالة) دائما تكون أقل من الشحنة الحقيقية للنواة و ذلك لأن الإلكترونات الداخلية تحجب جزء من هذه الشحنة. على سبيل المثال إلكترون التكافؤ في ذرة الصوديوم بدلا من أن يشعر بشحنة 11 بروتون (+11) يشعر فقط بشحنة + 2.8.

عناصر المجموعة الواحدة في الجدول الدوري لها تقريبا نفس شحنة النواة الفعالة. في العناصر الممثلة الإنتقال في الدورة الواحدة من اليسار إلى اليمين في الجدول الدوري نضيف إلكترونا إلى المدار الأخير و في نفس الوقت تزيد شحنة النواة بمقدار +1. حيث أن إلكترونات المدار الأخير لا تحجب شحنة النواة عن بعضها البعض فإن شحنة النواة الفعالة تزيد إذا انتقلنا من اليسار إلى اليمين في الجدول الدوري. هذه الزيادة في الشحنة تؤدي إلى زيادة جذب النواة لإلكترونات التكافؤ و بالتالي صغر حجم الذرة. هذا الشيء لا ينطبق على العناصر الإنتقالية لأن الإلكترونات فيها تضاف إلى أفلاك داخلية ( تحتية) و هي إما أفلاك d أو f التي رقمها الكمي الرئيسي أقل من الرقم الكمي الرئيسي لفلك s الذي يكون أصلا مليء بالإلكترونات فتحجب هذه الإلكترونات شحنة النواة عن إلكترونات أفلاك s .لذلك فإن الإنتقال من اليسار إلى اليمين ضمن نفس الدورة للعناصر الإنتقالية يصاحبه زيادة ضئيلة جدا في شحنة النواة الفعالة.

إذا ارتبطت ذرتان لهما قيم كهرسلبية مختلفة مثل HCl فإن إلكتروني الرابطة الكيميائية سوف تنجذب أكثر نحو الذرة الأعلى في الكهرسلبية و في هذه الحالة نحو ذرة الكلور. الكتروني الرابطة في هذه الحالة لن تكون مقسومة بالتساوي بين الذرتين و بدلا من ذلك فإن أكثر من نصف الكثافة الإلكترونية للرابطة ستكون مركزة حول ذرة الكلور. فتظهر شحنة جزئية سالبة (- 0.17) على ذرة الكلور و شحنة جزئية موجبة (+0.17) على ذرة الهيدروجين، و هي شحنات ليست كاملة و إلا لأصبحة الرابطة أيونية. ما حدث لجزيء HCl يسمى استقطاب (قطبية الرابطة التساهمية). كلما زاد الفرق في الكهرسلبية زادت قطبية الرابطة إلى أن تصل إلى حد عندها ينتقل إلكترونا الرابطة بالكامل إلى الذرة الأعلى في الكهرسلبة و يصبح المركب أيوني كامل الشحنات الموجبة و السالبة.

مقياس الكهرسلبية وضع أساسه ليناس باولنج من خلال ملاحظته إلى أن الرابطة التساهمية تكون أقوى من المتوقع عندما ترتبط ذرتان مختلفتان في الكهرسلبية. على العموم فإن الكهرسلبية تتماشى مع الإنجذابية الإلكترونية و مع طاقة التأين و التي تعرف بالطاقة اللازمة لفصل إلكترون التكافؤ عن الذرة في الحالة الغازية لتكوين أيونات موجبة. الكهرسلبية تزيد كلما اتجهنا من اليسار إلى اليمين ضمن نفس الدورة (السطر الأفقي) في الجدول الدوري (نستثني العناصر النبيلة التي لا ترتبط أصلا في الظروف الطبيعية) و كذلك تزيد من أسفل إلى أعلى ضمن نفس المجموعة (السطر العمودي) في الجدول الدوري. أكثر العناصر كهرسلبية هو الفلور بقيمة 4 وأقلها لعنصر الفرانسيوم 0.7 .