بعد مسلسل درامي تركي مثير .. نجح ريال مدريد في حجز مكانه بالدور قبل النهائي لدوري أبطال أوروبا رغم خسارته أمام جالطة سراي2-3 في المواجهة التي جمعت الفريقين مساء الثلاثاء على ملعب تورك تيليكوم بأسطنبول في إياب دور الثمانية للبطولة.
تقدم رونالدو بهدف قاتل في الدقيقة 7 للريال ،وأدرك إيبوي التعادل في الدقيقة 58 قبل أن يتقدم شنايدر للأتراك في الدقيقة 70 ووسجل الفيل الإيفواري دروجبا في الدقيقة 72 الهدف الثالث لكن رونالدو عاد من جديد وأحرز الهدف الثاني في الدقيقة "90+2" .وكانت مباراة الذهاب قد إنتهت بفوز مدريدي بثلاثية نظيفة ليتكرر سيناريو مواجهة الفريقين في بطولة 2001.
نجح الريال في فرض كامل سيطرته على مجريات اللقاء وسط غياب تام لأصحاب الأرض ، لكن التراجع غير المبرر للإسبان في الشوط الثاني منح الفرصة لجالطة سراي في العودة وإحراز 3 أهداف .
دخل فاتح تريم اللقاء بقوته الضاربة معتمداً على طريقة 4-4-2 سعياً وراء تحقيق المعجزة ،ودفع بالرباعي إيبوي وزان وكايا ورييرا في الدفاع ،وإعتمد في الوسط على ميلو وألتينتوب وشنايدر وأنان ،وأوكل المهام الهجومية لدروجبا وبولوت في ظل الغياب الإضطراري لبوراك يلمظ نجم هجوم الفريق للإيقاف.
دفعت الغيابات الإضطرارية مورينيو إلى إجراء تعديل على تشكيل الريال لكنها لم تجبره على تغيير طريقته المعهودة 4-2-3-1 ، وأشرك بيبي العائد من الإصابة لتعويض غياب راموس في قلب الدفاع ،إلى جانب فاران وكوينتراو وإيسيان، وحاول تعويض الغياب المؤثر لألونسو في محور الإرتكاز من خلال الدفع بمودريتش بجوار خضيرة ،أمامهما الثلاثي الخطير أوزيل ودي ماريا ورونالدو ،في الوقت الذي فضل فيه الإعتماد على هيجواين في مركز رأس الحربة.
رغم البداية الهجومية الضاغطة للأتراك ،فإن الخطورة كانت من نصيب الريال وأهدر دي ماريا فرصة قتل اللقاء قبل مرور 4 دقائق بعدما فشل في إيداع كرة مرتدة من الحارس التركي في المرمى الخالي.
لكن الدون البرتغالي رونالدو كان له رأي أخر في الدقيقة 7 عندما حول عرضية خضيرة في مرمى موسليرا معلناً عن الهدف الأول ليطلق رصاصة الرحمة على الفريق التركي العنيد.
الهدف المبكر قتل المباراة في مهدها وجعل من مهمة الأتراك شبه مستحيلة ،لتقل أجواء الإثارة التي أشعلها جماهير جلطة سراي وساعد الريال على إمتلاك زمام الأمور في وقت لم يرق فيه مردود دروجبا ورفاقه لمجرد إحراز التعادل الشرفي.
الدقيقة 24 شهدت أجمل لقطات الشوط الأول عندما أهدى رونالدو تمريرة رائعة بشكل مهاري يحسد عليه إلى دي ماريا ليخترق منطقة الجزاء ويسدد كرة قوية يحولها موسليرا لركنية بصعوبة.
إضطر مورينيو إلى إجراء أول تغييراته في الدقيقة 31 بإشراك أربيلوا محل إيسيان بعد إصابته في العضلة الخلفية.
رغم قوة أسماء خط وسط جالطة سراي والمساهمة الفعالة لأيبوي في الهجوم ،ظلت الخطورة بعيدة كل البعد عن مرمى دييجو لوبيز الذي ظل ضيف شرف حتى الدقيقة 38 عندما تصدى لتسديدة شنايدر ،وغاب دروجبا بشكل ملحوظ عن الصورة.
المستوى المتواضع الذي ظهر به ألتينتوب في الشوط الأول دفع تريم إلى إستبداله مع بداية الثاني بالمغربي نور الدين أمرابط.
تحسن أداء جالطة سراي بشكل نسبي وبدأ في الظهور بمناطق الريال الدفاعية ،في وقت واصل فيه الإسبان أداءهم المتزن وأهدر رونالدو فرصة مؤكدة في الدقيقة 53.
تحرك شنايدر بشكل أفضل في الشوط الثاني وقاد أكثر من محاولة حتى جاءت الدقيقة 57 عندما إنطلق في الجبهة اليسرى وأرسل كرة عرضية مرت من الجميع لتجد إيبوي على حدود المنطقة ليطلق صاروخ لا يصد ولا يرد شق طريقه لشباك دييجو لوبيز معلناً عن هدف التعادل الشرفي كأحد أفضل الأهداف بالبطولة.
بعد الهدف بأربع دقائق أهدر شنايدر فرصة التقدم من إنفراد تام بالمرمى لكنه سدد الكرة بجوار القائم ،وتدخل تريم مجدداً وأشرك صبري ساريو جلو.
هدف إيبوي بث الحماس في صفوف الأتراك في ظل مساندة جنونية من جماهيره رغم يقينها بصعوبة المهمة لكنها كانت تمنى النفس بتحقيق فوز شرفي خاصة مع تراجع نسبي وتراخي في أداء الريال .
في الدقيقة 70 عاد شنايدر أفضل نجوم جالطة سراي وظهر في الصورة عندما إستلم الكرة على حدود منطقة الجزاء ومر من فاران بذكاء لينفرد بمرمى الريال ويسدد الكرة على يمين لوبيز معلنا التقدم.
الفيل الإيفواري دروجبا صمت حتى الدقيقة 72 ليعود ويعلن عن نفسه ويحرز هدف أكثر من رائع عندما حول عرضية أمرابط للمرمي "بكعبه " بطريقة مهارية معلناً عن ثالث الأهداف التركية بعدما فشل فاران في رقابته وفي ظل حالة من عدم التركيز للفريق الملكي بالكامل.
أجرى مورينيو تغييره الثاني بإشراك بنزيمة محل هيجواين ،ودفع تريم بأخر أوراقه بإشراك إيلمندر محل إيبوي الذي خرج وهو يعاني من الإصابة،وعاد مورينيو وحاول تأمين دفاعه فأشرك ألبيول بدلاً من أوزيل.
تعرض أربيلوا للطرد في الدقيقة 90 بعد حصوله على الإنذار الثاني ،وقبل أن تنتهي المواجهة ألقى رونالدو بكلمة الختام عندما حول عرضية بنزيمة للشباك التركية في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع لينتهي اللقاء بفوز تركي 3-2.