ريال مدريد للعام الثالث على التوالي في الوصول لسراب نهائي دوري الأبطال
الأوروبي ليمتد عصر الجفاف الملكي في التشامبيونز الذي يعاني منه منذ 2002،
بعد الاقصاء على يد بروسيا دورتموند الألماني، وسط توقعات وتلميحات كبيرة
بنهاية حقبة الداهية البرتغالي جوزيه مورينيو مع فريق العاصمة الإسبانية
الأول.


وعلى الرغم من وجود فرصة أخيرة لمورينيو في تحقيق لقب
كأس الملك هذا الموسم امام أتلتيكو مدريد في النهائي، إلا أن الموسم الجاري
سينتهي بأضواء خافتة وببريق أقل من المعتاد مع المدرب البرتغالي.


وجاء
مورينيو في المؤتمر الصحفي الذي لحق اياب قبل نهائي دوري الأبطال ليلمح
لتزايد احتمالات رحيله عن النادي بعد انتهاء الموسم الجاري والحديث عن
مفاهيم "الكره والحب" التي يستشعرها كما لو كانت مقطعا من "قصة موت معلن"
لنهاية حلم المدرب البرتغالي في تحقيق اللقب الأوروبي الأغلى لثالث مرة في
تاريخه وعاشر مرة في تاريخ الريال.


وأكثر ما يؤلم بعض جماهير
الملكي هو ان مورينيو لم يتحدث في قريب او من بعيد بالمؤتمر الصحفي عن
الجماهير الغفيرة التي لبت النداء والأجواء الملحمية التي سبقت اللقاء
وذهبت بالآلاف للوقوف وراء الملكي في مهمة العودة التي لم تكتمل على الرغم
من الفوز بهدفين نظيفين، حيث ان مباراة الذهاب كانت انتهت بنتيجة 4-1.


ولكن
البعض الآخر يرى أن الداهية البرتغالي من ناحية أخرى لم يكن فظا أبدا مع
الجماهير التي وقفت مع الفريق، بل على العكس حاول بكلمات بسيطة التخفيف من
وقع الخروج من البطولة ومنها أن "الريال هو من سيبقى" "عاجلا أو آجلا سيحقق
الملكي اللقب العاشر سواء معي او مع غيري".


قد يختلف أو يتفق
البعض على شخصية المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو، ولكن لا يمكن انكار
مهاراته القيادية للاعبين والنجوم وقدرته على تغيير شكل الفريق، ففي خلال
ثلاثة مواسم قضاها مع الريال نجح في تحقيق ثلاثة ألقاب هي الدوري وكأس
الملك وكأس السوبر الإسباني وربما ينجح في اضافة لقب رابع بنهاية الموسم
اذا ما فاز على اتلتيكو، فضلا عن الصعود لقبل نهائي دوري الأبطال ثلاث مرات
متتالية.


هذا أيضا فضلا عن أنه نجح في المواجهات المباشرة أمام
الغريم التقليدي برشلونة مؤخرا في انهاء الهيمنة الكتالونية على لقاءات
الكلاسيكو، وخاصة خلال لقاءات الموسم الجاري.


على أي حال فإن
تصريحات مورينيو لم تأت قاطعة لتحسم مسألة رحيله النهائي عن الريال وربما
تتطور الأمور بين ليلة وضحاها لتعلن عن استمراره، وربما لا.. ولكن في
النهاية فإن مشوار مورينيو مع الريال كان بمثابة قصة موت معلن، فهو لم يقل
أبدا أنه سيظل في الملكي لنهاية العمر بل اكد انه سيرغب في العودة للمستقبل
للتدريب في إنجلترا، المكان الذي يشعر فيه بانه محبوب.