أثار حادث تعري ممثلة ألمانيّة على مسرح بغداد ردود أفعال غاضبة في العراق، ما دفع بوزارة الثقافة إلى إحالة مجموعة من المسؤولين إلى التحقيق بتهمة التقصير والسماح بعرض الفرقة المسرحية لمشهد التعري أمام الجمهور.
لندن: قالت وزارة الثقافة العراقية إنها أحالت عددًا من المسؤولين فيها إلى التحقيق لتقصيرهم وسماحهم بعرض فرقة مسرحية ألمانية خلال مهرجان المنتدى الدولي السابع عشر على المسرح الوطني الذي تجري فعالياته في بغداد، لمشهد لإحدى الفتيات وهي تتعرى أمام الجمهور.
وقالت الوزارة تعقيبًا على الحادث الذي أثار ردود أفعال غاضبة إنه "انطلاقاً من حرصها على إنجاز مهامها الوطنية وأداء واجباتها المهنية وتحقيق رسالتها المنشودة في بناء الإنسان الذي يمثل رأسمال العمران البشري في بناء الأوطان وبناءً على ما تستلزمه الضرورات الوطنية والمسؤوليات الثقافية في مسيرة التحول الديمقراطي في عراقنا الناهض، وإشارة إلى الإخفاق المؤسف الذي صدر عن إحدى الفرق المسرحية الأجنبية المشاركة في إحدى فعاليات دائرة السينما والمسرح على خشبة المسرح الوطني ولما ينطوي عليه العرض المذكور من تجاوز فاضح وخرق لمنظومة القيم الوطنية والأخلاقية والثقافية التي نؤمن أن المسرح هو صوتها ومدرستها ووسيلة انتاجها، ولأن ما قُدم في العرض المذكور يتنافى كلياً ويتقاطع تماماً مع الدور الايجابي المسؤول الذي ينبغي أن تلعبه المؤسسة الثقافية الرسمية، فإن وزارة الثقافة تعرب عن بالغ أسفها وامتعاضها من الخرق اللامسؤول والإسفاف الواضح الذي شهدته أروقة الدائرة المذكورة".
وشددت الوزارة على أنّ تصرف الفرقة "كان مزعجاً لذائقة التلقي العام، فضلاً عن كونه يشكل إساءةً كبيرةً وخدشًا مؤلماً لمنظومتنا الثقافية والمجتمعية والأخلاقية التي قدم العراقيون من أجلها أسمى التضحيات وأغلى الأهل والأبناء في عقود المرارة والقسوة".
وأكدت وزارة الثقافة على أنّ "هذه الإساءة هي نتيجة تخبط شخصي واجتهادات إدارية قاصرة يتحملها القائمون على هذا المفصل بشكل مباشر، وقد أُحيل الموظفون المقصرون إلى التحقيق والمحاسبة في إطار توجه وزارة الثقافة إلى إعادة النظر في البنية الكلية لدائرة السينما والمسرح ومراجعة أدائها وتصحيح ما أنحرف في مسارها وفي دورها الذي يجب أن يكون بمستوى الثقافة العراقية وأنساقها المتعددة الغنية"، كما قالت في بيان صحافي على موقعها الالكتروني.
وأكدت الوزارة شروعها بمحاسبة المقصرين واتخاذ الإجراءات المطلوبة في هذا الموضوع، مشيرة إلى أنّ المسرح الوطني يمتلك رمزيةً خاصة ويشكل دلالةً وطنيةً "لا يمكن أن تفرط بها وزارتنا أو تسمح للأخطاء الإدارية والتخبطات أن تنال من مكانة المسرح ودوره المشرق في ثقافة العراق أو من القيمة المعنوية والتاريخية للمسرح الوطني على وجه الخصوص".
وكانت حادثة تعري فتاة من الفرقة الألمانية في إحدى عروض الفرقة على هامش مشاركتها في مهرجان المنتدى الدولي السابع عشر على خشبة المسرح الوطني الذي تجري فعالياته في بغداد حاليًا وتختتم غدًا السبت، قد أثار استياء الجمهور والنقاد وهاجمته صحف ومواقع الكترونية عراقية.
وقد تم تقديم مشهد التعري خلال عرض للفرقة الألمانية بعنوان "انسان نموذج واحد"، الاثنين الماضي، وقامت خلاله احدى فتيات الفرقة بخلع ملابسها بالكامل أمام الجمهور وجسدها مغطى بالبودرة ما اعتبر تجاوزًا على الاعراف والتقاليد التي يخضع لها المجتمع العراقي.
وحول موقفه من مشهد التعري استغرب مدير مهرجان فعاليات منتدى المسرح إبراهيم حنون تعري الفتاة الألمانية خلال تقديمها العرض المسرحي. وشدد بالقول "نحن غير متفقين معها بأن تتعرى بالعرض المسرح وهي ارتكبت هذا الفعل دون موافقتنا".
وأشار إلى أن "الفرقة الألمانية بعثت أقراص العرض ولا توجد فيه فتاة تخلع ملابسها وتتعرى". وانطلقت في بغداد الاثنين الماضي فعاليات مهرجان منتدى المسرح الدولي السابع بمشاركة أجنبية وعربية وتستمر حتى السبت المقبل.
وقالت رئيسة قسم الإعلام في الدائرة زينب القصاب إن هذا المهرجان يندرج ضمن مشروع بغداد عاصمة للثقافة العربية لعام 2013. ومن جانبه، قال مدير منتدى المسرح إبراهيم حنون إن حجم المشاركة العراقية في هذا المهرجان واسع وجميع الأعمال المشاركة هي من إنتاج منتدى المسرح التابع لدائرة السينما والمسرح. وأشار إلى تخصيص جوائز مالية كبيرة حيث تبلغ قيمة الواحدة منها عشرة ملايين دينار عراقي (حوالي 10 آلاف دولار) إلى جانب الدروع وشهادات التقدير.
ويترأس اللجنة التحكيمية للمهرجان رائد المسرح العراقي صلاح القصب، وتضم في عضويتها البرفيسور الألماني هانز والدكتورة جميلة دقاي من الجزائر والدكتور ميمون الخالدي والفنانة زهرة بدن والفنان كاظم النصار من العراق واحمد الشرجي من هولندا.
ويتضمن المهرجان عرض مسرحيات، اضافة إلى المسرحية الألمانية " إنسان نموذج واحد " إخراج "ساكو سكي "، كل من : مسرحية "الدرس الأول" إخراج "غازي الزعيني" ومسرحية "انفلات" إخراج "وليد الدغسبي" من تونس.. ومن المغرب مسرحية "أولاد البلاد" إخراج "بلمجاهد ".. أما العروض العراقية المُشاركة في المهرجان فمنها مسرحية "جيرك" لسامر دشر ومسرحية "لعب ووهم" لياسين إسماعيل ومسرحية "مطلوب " لتحرير الأسدي ومسرحية "استيراد خاص" لعلاوي حسين وعروض أُخرى. وسيشهد يوم غد السبت إقامة حفل الختام وتوزيع الجوائز على الفائزين في عروض المهرجان.
- See more at: http://www.elaph.com/Web/news/2013/5/809567.html?entry=Iraq#sthash.ZgD7B8eV.dpuf