■■ ألف مبروك كلمة قليلة في حق منتخب النشامى الأردني لكرة القدم ،العنيد رافع رأس بلاده والعرب في المحافل الآسيوية ومدربه المصري الجريء حسام حسن "قلب الأسد" الذي قاد النشامى بشجاعة وطموح لتحقيق الحلم الأردني وتجاوز شبه المستحيل، مساء اليوم في طشقند ، ونجح النشامى ببسالة نادرة في قهر منافسهم الأوزبكي الشرس في عقر داره بركلات الترجيح، ليحققوا أعظم إنجاز في تاريخ الكرة الأردنية ويتأهلوا لأول مرة في تاريخ تصفيات المونديال إلى الملحق العالمي "الآسيو أمريكي" بمواجهة خامس قارة امريكا الجنوبية في الخطوة الأخيرة قبل التأهل لنهائيات مونديال البرازيل 2014 بإذن الله .
■■ جاءت المباراة شديدة البأس ، عانت من انقطاعات ثلاثة ، أولها إنقطاع أنفاس اللاعبين من الكر والفر والمطاردات المثيرة في الملعب ، وثانيها انقطاع الكهرباء والأضواء الكاشفة في الملعب في الوقت الإضافي وتوقف المباراة ثم عودتها بعد حين، وثالثها وأهمها انقطاع البث التليفزيوني للقناة الوحيدة الناقلة للمنطقة العربية وهي قناة الجزيرة، وكان ذلك في الوقت الحرج خلال بث ركلات الترجيح ، لتنقطع أنفاس عشرات الملايين من الأردنيين والعرب من محبي ومشجعي النشامى، في محاولة متابعة النتيجة، لينتهي الحال بنا جميعاً ، بالإعتماد على حاسة السمع والميكروفون مع صوت مراسل يصف لنا الركلات الأخيرة والحاسمة ، لنستعيد ذكريات الراديو في ستينيات وسبعينيات القرن !.
■■ التهنئة كل التهنئة من القلب للشعب والملك والحكومة الأردنية ، والمنظومة الكروية الرائعة التي يقودها ملهم الرياضة والكرة الأردنية الأمير علي بن الحسين ،صاحب الأخلاق النادرة في الوفاء والتواضع والعمل بإخلاص والجرأة في إتخاذ القرارت والذي لا يكل ولا يمل عن تقديم الوقت والجهد والمال من أجل تقدم كرة بلاده ورفع إسمها خفاقاً في كافة المحافل الدولية.
■■ ولقد حصد الأمير ثمار جرأته وعشقه للمغامرات المحسوبة بدقة وثقة ، وآخرها إستدعائه للمدرب المصري الشاب حسام حسن تلميذ الجوهري النجيب ، في وقت قياسي ليكلفه بمهمة قيادة المنتخب في عملية انتحارية ، لخوض مباراتي الملحق الآسيوي أمام منتخب أوزبكستان ، ولم يكن أمامه سوى أقل من شهرين منذ التدريب الأول يوم 14 يوليو ، ولم يخض المنتخب في غضون ذلك سوى عدة تدريبات ومباراتين تجريبيتين فقط أمام منتخبي فلسطين وليبيا، ومباراة رسمية أمام منتخب سوريا في تصفيات بطولة أمم آسيا .
■■ ورغم ذلك راهن الأمير علي بن الحسين على صدق حدسه ومغامرته وثقته برجاله ولاعبيه في المنتخب من جهة وقوة إقتناعه من جهة أخرى بكفاءة المدرب حسام حسن وفريقه التدريبي المميز والروح الجريئة التي يتمتع بها وتعويله على امكانية حسام في نقل شجاعته وجرأته وفكره التدريبي القائم على الروح القتالية في الملعب حتى الصافرة الأخيرة ..وكسب الأمير الرهان، وكما دخل حسام حسن التاريخ بسجله الذهبي لاعباً من طراز فريد وصائداً للبطولات وعميدا للاعبي العالم منذ أعوام قليلة ، عاد مساء اليوم ليدخل التاريخ من باب آخر مدرباً كبيرا أصبح على حافة قيادة منتخب في نهائيات المونديال ، ولم يبق على ذلك إلا خطوة مواجهة خامس أمريكا الجنوبية في الملحق النهائي.. والحلم ليس مستحيلاً ولا بعيداً ، عن النشامى الشجعان ومدربهم قلب الأسد ، وقائدهم الأمير الجسور الرزين .