يواجه المعلمون مع بداية السنة مشكلة إعداد دفاتر التحضير للدروس اليومية، والتي يطالب المعلم بإحضارها بشكل يومي لمدير المدرسة، وتتضمن العديد من المفاهيم والمصطلحات الرئيسة لسير الدروس داخل الحصص، ويتطلب من المعلم أن يحضر"دفتر التحضير" يومياً، مكتوب بقلم اليد ويمنع دفتر التحضير المعد مسبقاً، والذي يكون معدا إلكترونيا وهذا ما يمنعه بعض مديري المدارس ويرضى به البعض. واعتبر العديد من المعلمين أن"دفتر التحضير" أصبح هماً للمعلم كونه يتطلب جهدا يوميا في إعداده في المنزل قبل الذهاب للمدرسة، وتسليمه لمدير المدرسة والذي يطلع عليه ويقوم بالتوقيع، رغم أن العديد من المديرين لا يعلمون عن محتواه، ويكفيهم الالتزام بإحضاره بشكل يومي. عدد من المعلمين يمانعون في الالتزام بإحضار"دفتر التحضير" وخاصة من أمضى سنوات خبرة طويلة في مهنة التدريس، فمنهم من مل إعادة نفس الكلام ونفس النقاط كل عام "بشكل مكتوب" كما وصفوه، رغم أنهم يرونه مفيدا لمن هم في السنوات الأولى من العمل في الميدان التعليمي. وأرجع معلمون آخرون عدم اقتناعهم بـ"دفتر التحضير اليومي" إلى أنه غير مهم، كون المعلم لا يحتاجه في الغالب فالمعلم لابد أن يقوم بإعداد درسه " ذهنياً". ومنهم من يرى أن المعلم يبذل مجهودا ووقتاً في كتابته وإعداده من وقته مع عائلته وأسرته، ومنهم من يرى أنه يوتر العلاقة بين المعلم والمدير في حالة نسيانه أو عدم الالتزام بإحضاره. ونتيجة لهذا الحمل على المعلم إضافة إلى الهموم الأخرى بدأت بعض المراكز التربوية والمكتبات والمختصين في إعلان بيع"دفاتر التحضير الجاهزة" لجميع المراحل والمواد بعد أن رأوه حلاً لهذا الحمل اليومي للمعلم، فاجتهدوا في إعداد دفاتر تحضير يومية"جاهزة" توضع في المنتديات التعليمية وفي المكتبات، يقوم بشرائها المعلم ونسخها وإحضارها لمدير المدرسة بشكل يومي، ولكن النتيجة أن بعض مديري المدارس يرفضونها، ويطالبون بكتابتها باليد. وطالبوا بأن يعيد التربويون والمسؤولون عنها في وزارة التربية والتعليم النظر فيها، ويلغوها تماماً كونها حملاً متعباً على المعلم، أو يلزمون مديري المدارس بقبول دفاتر التحضير"الجاهزة" على أقل تقدير. يقول معلم اللغة العربية يحيى القنفذي:"حقيقة المعلم يتحمل أعباء كثيرة منها دفتر التحضير، والذي يكون أشبه" بالكابوس" على المعلم، فلابد له يومياً أن يقتطع من وقته مع عائلته جهداً ووقتاً لتحضير دروس الغد، وهذا يعتاد عليه يومياً، خوفاً من ملامة مدير المدرسة أو المشرف التربوي المتابع". ورأى القنفذي أن الثقة في المعلم أكبر من متابعته على الدفتر المكتوب، فلابد أن يكون المعلم على أكبر قدر من الثقة، إنه سوف يحضر للمدرسة وهو على إلمام بدرسه وطريقة عرضه"ذهنياً" ولا يحتاج لإثباته"خطيا" لمدير المدرسة الذي ربما لا يطلع على محتواه. ويضيف زميله نواف مفرح المطيري بقوله "لا أطالب بمنعه نهائياً، ولكن لابد أن يكون"ملزماً" للمعلمين الجدد، ويعفى منه أهل الخبرة من المعلمين كوني أعرف العديد من المعلمين وخاصة القدامى والذين أمضوا سنوات كبيرة في التدريس، مازال هم " دفتر التحضير" يلاحقهم، وربما بعضهم لم يعد يلتزم بإحضاره لأنه يرى عدم القناعة فيه، على عكس من يجامل مدير المدرسة ويتدارى الحرج منه فيقوم بإحضاره بشكل"متقطع". وتساءل المطيري عن السبب في منع"دفاتر التحضير الجاهزة" التي قام عدد من التربويين والمختصين بإعدادها ووضعها في المنتديات التعليمية، أو بيعها في المراكز التربوية، ليستفيد منها المعلم ويتماشى معها، وترفع عنه الهم والمجهود الذي ينتابه بين أسرته لإعداد دروس الغد بشكل مكتوب ويقضي فيه حوالي الساعة فأكثر، على حسب الحصص وعدد المواد التي تختلف من معلم لآخر. وطالبوا جميعاً المسؤولين المختصين بوزارة التربية والتعليم، أن يعيدوا النظر في إلزام المعلمين بإحضار"دفتر التحضير" بشكل يومي، أو على الأقل بالسماح للمعلمين للاستفادة من دفاتر التحضير الجاهزة، وتكون تحت إشراف مختصين من المشرفين التربويين والذين يقومون بإجازة مفردات هذه الدفاتر الجاهزة، لتخفيف الحمل على المعلم. وتحدث لـ "الوطن" أحد المشرفين على أحد المنتديات التربوية، والتي تقوم بوضع"دفاتر تحضير جاهزة" بقوله"تجاوباً مع كثرة الطلبات على دفاتر التحضير، وكونها تحمل المعلم عبئاً، تطوع العديد من المعلمين وتعاونوا في إعدادها ووضعها في المنتديات، وكانت الفائدة كبيرة وحققت الهدف المرجو منها كونها تبادل خبرات وتخفيف حمل ووقت على المعلم. وأكد أحد العاملين في مكتب خدمات تربوية متخصص في تجهيز وإعداد تحضير المواد الدراسية (تحتفظ "الوطن" باسمه) أنها مرخصة، وأن فكرتها نشأت عندما تبنى صاحب المكتب والذي يعمل في مجال التدريس هذه الفكرة، ليستفيد منها المعلمون. وبين أن هذه الدفاتر يقوم على إعدادها وتجهيزها، تربويون وهم مدرسون متخصصون، وتكون أسعارها مختلفة من منهج لآخر