الخميس, 17 يناير 2008 01:21 أنفاس نت
لقد باتت المدرسة العراقية عملة مزيفة غير قابلة للتداول على أرض الواقع مهما بالغنا في عمليات التجميل والإغراء أمام غياب شروط التحفيز التي تشد إليها المتعلم وتجعله ينساق إليها بدون إكراه مادي أو معنوي، فكما يقال في حقل التربية : يمكن أن نجر الحصان إلى الماء ولكن لا يمكن أن نجبره على الشرب.
فالمتعلم خاصة والمجتمع عامة ـ بحكم نسبة الأمية المرتفعة بين أفراده ـ يطرح السؤال حول الغاية من التعلم ،والقيمة المضافة التي سيستفيدها المتعلم من التعليم ، وتجعله يحقق الرفاهية الاجتماعية بين أقرانه الذين اختصروا الطريق وحققوا الثراء المادي رغم الفقر المعنوي .
فالمتعلم يلاحظ أفواج خريجي الثانويات والجامعات قد ضيعوا زهرة شبابهم في التحصيل والتكوين لينتهي بهم المطاف في الشارع وقد تقدم بهم العمر حيث لا يمكنهم تعلم حرفة جديدة تضمن لهم حياة كريمة ، فتنتابهم مشاعر الغبن والحيرة والضياع قد يصل إلى اليأس الذي يمهد الطريق نحو الانحراف .
وها نحن إذن أمام مدرسة تحولت إلى قاعة الانتظار يملأ بها التلميذ الفراغ ويتربص بأول فرصة تمكنه من الظفر بشغل أو هجرة نحو الخارج تجعله ينجو من شبح البطالة ، فتفشت مستويات الهدر بكل أشكاله :هدر تربوي ناتج عن غياب الاهتمام بالمواد المدرسة وبالتالي تدني المستوى الدراسي،وهدر مادي جعل المدرسة تستنفذ أمولا طائلة وتحقق نتائج مخيبة ،وهدر أخلاقي يشجع على الانحراف أمام فقدان الثقة في جدوى العملية التربوية، فباتت المدرسة عقيمة تغيب فيها الشروط المحفزة للرغبة في التعلم والإقبال عليه.
فكم من متعلم يشتغل في ميادين لا علاقة لها بتخصصه أو يقبل بوظيفة أو شغل متواضع دون مستواه الفكري والعلمي لضمان لقمة العيش ، وكل ما تعلمه في سنواته الدراسية ألقاه في مزبلة التاريخ، بل منهم من أعاد التكوين والتعلم من جديد حتى يحصل على الشغل .
فما الذي يجذب المتعلم إلى المدرسة إذا كانت بهذه ألآفاق السوداوية ، حتى أصبح الانضمام إلى الجامعة مخجلا ومحرجا للطلبة ،لا يلجها الطالب إلا عندما تغلق في وجهه كل الأبواب التي تحمل بصيصا من الأمل .ونحن الذين كنا نرى الطالب يتباهى بانضمامه للحرم الجامعي ، ويحظى بالاحترام والتقدير.
فالمتعلم خاصة والمجتمع عامة ـ بحكم نسبة الأمية المرتفعة بين أفراده ـ يطرح السؤال حول الغاية من التعلم ،والقيمة المضافة التي سيستفيدها المتعلم من التعليم ، وتجعله يحقق الرفاهية الاجتماعية بين أقرانه الذين اختصروا الطريق وحققوا الثراء المادي رغم الفقر المعنوي .
فالمتعلم يلاحظ أفواج خريجي الثانويات والجامعات قد ضيعوا زهرة شبابهم في التحصيل والتكوين لينتهي بهم المطاف في الشارع وقد تقدم بهم العمر حيث لا يمكنهم تعلم حرفة جديدة تضمن لهم حياة كريمة ، فتنتابهم مشاعر الغبن والحيرة والضياع قد يصل إلى اليأس الذي يمهد الطريق نحو الانحراف .
وها نحن إذن أمام مدرسة تحولت إلى قاعة الانتظار يملأ بها التلميذ الفراغ ويتربص بأول فرصة تمكنه من الظفر بشغل أو هجرة نحو الخارج تجعله ينجو من شبح البطالة ، فتفشت مستويات الهدر بكل أشكاله :هدر تربوي ناتج عن غياب الاهتمام بالمواد المدرسة وبالتالي تدني المستوى الدراسي،وهدر مادي جعل المدرسة تستنفذ أمولا طائلة وتحقق نتائج مخيبة ،وهدر أخلاقي يشجع على الانحراف أمام فقدان الثقة في جدوى العملية التربوية، فباتت المدرسة عقيمة تغيب فيها الشروط المحفزة للرغبة في التعلم والإقبال عليه.
فكم من متعلم يشتغل في ميادين لا علاقة لها بتخصصه أو يقبل بوظيفة أو شغل متواضع دون مستواه الفكري والعلمي لضمان لقمة العيش ، وكل ما تعلمه في سنواته الدراسية ألقاه في مزبلة التاريخ، بل منهم من أعاد التكوين والتعلم من جديد حتى يحصل على الشغل .
فما الذي يجذب المتعلم إلى المدرسة إذا كانت بهذه ألآفاق السوداوية ، حتى أصبح الانضمام إلى الجامعة مخجلا ومحرجا للطلبة ،لا يلجها الطالب إلا عندما تغلق في وجهه كل الأبواب التي تحمل بصيصا من الأمل .ونحن الذين كنا نرى الطالب يتباهى بانضمامه للحرم الجامعي ، ويحظى بالاحترام والتقدير.
فعندما نربط المجتمع بالمؤسسة التعليمية في علاقة تبادلية تمكن المتعلم من استثمار تعليمه في المجتمع الذي يجب أن يمتص كل الطاقات والمواهب وتوظيفها في نهضة المجتمع بإعادة توزيعها واستغلالها استغلالا واعيا ،نكون قد بددنا عوامل الهدر المدرسي، بدل التعليم البنكي الذي حول التلميذ إلى وعاء يشحن ويوجه حسب العرض والطلب ليعرض في بورصة الشغل بدون مشاعر أو رغبة أو حماس مما يؤثر على مستوى الإنتاج والإبداع .ونتوجه إلى الأجانب لشراء ابداعاتهم وأفكارهم ،وكلنا يرى في نفسه القدرة على إبداعها وابتكارها لو كان في وضعه الصحيح .
فالهاجس المادي أصبح يتحكم في توجهاتنا واختياراتنا بينما نؤجل أحلامنا وطموحاتنا وطاقاتنا الإبداعية إلى أن تتحجر أو يطويها النسيان أمام مشاغل الحياة اليومية.
فالنظام التعليمي يكرس زمن الهدر بإهماله هذه الطاقات ، فالمدرسة خزان لا ينضب للمواهب والطاقات الفنية والإبداعية على مستوى المسرح والتمثيل والغناء والرياضة والرسم ومختلف العلوم الإنسانية ، إلا أنها تتعرض للهدر والضياع بسبب الإهمال والانشغال بتوجيهها ضدا على إرادتها وحريتها في الاختيار وعدم ضمان مستقبلها الواعد والمشرف .
فالهاجس المادي أصبح يتحكم في توجهاتنا واختياراتنا بينما نؤجل أحلامنا وطموحاتنا وطاقاتنا الإبداعية إلى أن تتحجر أو يطويها النسيان أمام مشاغل الحياة اليومية.
فالنظام التعليمي يكرس زمن الهدر بإهماله هذه الطاقات ، فالمدرسة خزان لا ينضب للمواهب والطاقات الفنية والإبداعية على مستوى المسرح والتمثيل والغناء والرياضة والرسم ومختلف العلوم الإنسانية ، إلا أنها تتعرض للهدر والضياع بسبب الإهمال والانشغال بتوجيهها ضدا على إرادتها وحريتها في الاختيار وعدم ضمان مستقبلها الواعد والمشرف .