لم تكن مفاجأة لنا أبدآ ولا للمراقب للوضع الداخلي العراقي بكافة تجلياته والمراحل التي يمر بها منذ سقوط عاصمة الرافدين ولحد هذه اللحظة , والمحتقن بالسيل الجارف للمشاريع المفتعلة من خلال صور الموت والدمار والخراب الذي أصبح السمة المميزة لكل شارع وزقاق ومنطقة سكنية مدنية خالصة تتزين بالتفجيرات وعمليات القتل المفتعلة والمخطط لها بعناية فائقة هدفها تشويه صورة الترابط الأسري وفسيفساء المجتمع العراقي الذي تميز به طوال الحقب الماضية والحالة المزرية التي وصل لها التقسيم الطائفي والمذهبي للعاصمة بغداد , وتأتي الجولة الثانية من حوار الشياطين على أرض العراق المحتل كما يراها مجرمين وجلادي الشعوب المستضعفة لغرض إعادة التفاهم حول السبل الكفيلة بتقسيم الكعكة الدسمة بأقل الخسائر الممكنة من قبل الجانبين وخصوصا المباحثات التي تجري الآن على طاولة حوار الدم العراقي المسفوح بغزاره لا مثيل لها والتي هدف إيران الأول والأخير منها غض الطرف من قبل الشيطان الأكبر حول مشروع إيران النووي والحلم بإنتاج قنبلة ولاية الفقيه النووية وهي المنفذ الرئيسي التي يمكن من خلالها ملالي قم وطهران بغزو منظم ومباشر لدول الخليج العربي وضمها إلى حاضرة أحلامهم السرطانية وأحياء الإمبراطورية الساسانية المقبورة . فقد انتهت الثلاثاء 24 تموز 2007 الجولة الثانية من المفاوضات بين شياطين الأنس والتي انتهت بتشكيل لجنة أمنية مشتركة يكون الطرف العراقي فيها وكالعادة مجرد رقم أو رسم مبهم المعاني والدلالة وهو بالتالي ليس إلا حضور أمام الصحافة والإعلام أو بالأحرى تختزل صورتهم الممسوخة بأنهم مجرد بيادق شطرنج تحركهم بصورة مستمرة قوى الاحتلال العلنية المتمثلة بالأمريكان وقوى الاحتلال الخفية الأخرى المتمثلة بالحرس الثوري الإيراني ــ فيلق القدس , وحسب مجريات وطريقة وأسلوب اللعب القذر بحياة العراقيين والأمور التي تستجد بصورة مفاجئة على الساحة العراقية المتمثلة برقعة الشطرنج , ومن نافلة القول نستطيع أن نقول وبكل تأكيد المعلوم بأن حكومة الاحتلال الرابعة لصاحبها نوري المالكي ليس لها اليد في أي أجراء حقيقي بخصوص هذه المناقشات أو حتى من خلال اللجنة الأمنية التي تشكلت لغرض إيجاد الحلول الكفيلة بعدم استهداف قوات الاحتلال الأمريكية والبريطانية وليس كما يصورها إعلام المنطقة الخضراء القذر والممسوخ بمحاولة إيقاف نزيف دم الموطن العراقي المغلوب على أمره وأن جميع خيوط اللعبة القذرة والتي تدار اليوم بيد صاحب القرار الحقيقي في العراق المتمثل بالعلني منه وهم الأمريكان والبريطانيين ومرتزقة شركات الأمن الخاصة والخفي منها والمتمثل بفرق الموت ومليشيات الحرس الثوري الإيراني . لقد عملت إيران بكل طاقاتها وجهدها منذ سقوط بغداد على أن لا تفوت مثل هذه الفرصة التاريخية لتحقيق حلمها الإمبراطوري الساساني بإعادة السيطرة على أرض الرافدين وجعل السذج من شعبه ومع الأسف الشديد مجرد عبيد وخدم وأسرى لخرافات ودجل وحماقات عمائم الشيطان القابعين في سراديبهم والمحنطين منهم بمتاحف الموت , فأمريكا اليوم كما هو بات معروف للجميع تريد الخروج من المستنقع العراقي بأقل الخسائر الممكنة وتحسين صورتها القبيحة أمام شعبها وأمام الرأي العام العالمي وكذلك بناء القواعد العسكرية الدائمة وترك الأمن الداخلي لحكومة عصابة المنطقة الخضراء ومليشياتها وفرق الموت تعيث بالعراقيين قتلآ وتنكيلآ كيفما تراه مناسبا لها مع ترك حالة الفساد والمحسوبية والرشوة هي من سمات العصر الجديد والتبشير بالعراق الديمقراطي الأمريكي ؟!! , هذه هي المهزلة الحقيقية التي تجري بمختلف فصولها اليوم بالعراق . لقد حمل السفير الأمريكي وحاكم العراق الفعلي في هذه المباحثات التي تجري على الطاولة العراقية المشيدة بجماجم ضحايا القتل والتصفية والعنف والإرهاب المنظم الملف الأهم والأخطر الذي أصبح يؤرق الساسة يوميا في دوحة البيت الأسود , إلا وهو ملف الدعم الصريح لتنظيمات ومليشيات إرهابية ونقل تكنولوجيا المطورة وتجربتها على الساحة العراقية للمتفجرات والعبوات الناسفة والتي لا يهم أن ذهب ضحيتها عراقيون مدنيون فهم بنظر الملالي مجرد عبيد وخدم ليس بموتهم المبرمج شيء يستحق البكاء عليه , أهم شيء في ذهنية وعقلية ملالي طهران هو الهدف المنشود من خلال إيجاد السبل الكفيلة لإدامة الفتن والنعرة الطائفية , ومع كل هذا الموت والدمار يأتي سياسي ماخور المنطقة الخضراء ليصرح البعض منهم بفم عفن (( أن لا وجود حقيقي لمثل هذا الدعم والتدخلات الإيرانية بالشأن العراقي وأنها مجرد فبركة إعلامية من دول الجوار العربي !!! )) , والسؤال المطروح على طاولة البحث في الهم العراقي النازف... هل سيصبح العراق مستعمرة أمريكية ــ إيرانية مشتركة تدار بواسطة أزلام وزمر كل منهم على حد سواء مع العمل على سريان النفط العراقي الرخيص لشركات النفط الاحتكارية , ولكن أملنا كبير بأن تصطدم أحلام غربان الشر هذه بالجدار الصلد وحجر الصوان بسواعد وشموخ وتلاحم أبناء البلد الواحد الموحد ضد هذه المخططات ... المستقبل سوف يجيبنا وحده على هذه التساؤلات !