الكثير من الباحثون خاض في انساب العرب
نحن ألفنا كلمة عرب وعشنا معنهاوهي واضحة المدلول لهذا السبب .
لكن السوال الذي يطرح نفسه هو:
كيف. ومتي نشأت هذه التسمية. وماهو أصلها. وهل حافظت علي مدلولها الأصلي ؟أم خضعت لتطورات خلال العصور القديمة ؟
بعد تتبع المستشرقين في تاريخ الكلمة وتتبع معناها في اللغات السامية. تلمسوا شتي المراحل التي مرفيها مدلولها. ومن خلال تلك البحوث والدراسات وجدوا أن أقدم نص وردت فيه كلمة ( عرب ) هو نص آشوري يعود إلى الملك الآشوري ( سلمنصر الثالث ) الذي خاض في عام 850 ق .م. غمار معركة دامية في ( قرقر) شمال حماه. ضد ملك دمشق الآرمي ( بنحدد ) الذي هاجمه مع حلفاء عديدين بينهم ( جندب ) أو ( جنديبو) أحد مشايخ العرب 0 فهزمهم ( سلمنصر ) وخلد عمله في نصب تذكاري كتب عليه : " قرقر عاصمته الملكية أنا خربتها ،أنا دمرتها ،أنا أحرقتها ، .. عشرون ألف جندي لحدد عازر ( بنحدد ) صاحب آرم دمشق. ويذكر فليب حتى في كتابة تاريخ العرب المطول.تاريخ سورية ولبنان وفلسطين اسم 12 ملكاً شاركوا ضد ) سلمنصر ) . انتهي كلام فيليب
وقد ورد ذكر العرب فيها ولكن صعب على العلماء ضبط نطق الكلمة هل تكون ( Arub-Aribi-.Arabi-.Urbi-Arbi
ويذكر صاحب كتاب.تاريخ العرب قبل الإسلام د جواد علي "ولكن الذي قرره الباحثون أن كلمة ( عُرْبي) التي وردت في هذا النص لم تكن تعني عند الآشوريين ماتعنيه عندنا اليوم لابل المقصود منها مشيحة في البادية المتاخمة للآشوريين يحكمها شيخ عربي يسمي ( جنديبو ) وليست تعريفاً شاملا للعرب.انتهي كلام د جواد علي
ويذكر د عمر فروخ صاحب كتاب 0 العرب في حضارتهم وقفاتهم " أن من الأمم ما كنت تسمي يما يطلق عليها جيرنها من أسماء، وأن سكان بلاد الرافدين الغرب والجنوب الغربي منهم اسم ( أريبي ). وبعد تفسيرات لغوية معقدة، ينتهي د فروخ إلى كون اصل الكلمة تتناول معاني تتصل بجهة ( الغرب ) ( مقابل الشرق )، وأن كلمة غرب قد انتقلت من بلاد الرافدين وخضعت في طريق هجرتها إلى تغير في حرف ( غ ) فانقلبت ( ع ) كما كان شأن العرب أحيانا في قلب بعض الحروف في الكلمات – فتطورت إلى ألفاظ (عُرْبي)، أرْبي .انتهي كلام فروخ
مثل تلك الاجتهادات يصعب الأخذ بها لعدم كفاية الأدلة التاريخية التي استندت عليها
وهنا لابد من تتبع البحوث التي تدور حول النصوص التاريخية التي خلقتها لنا مختلف الشعوب ذات الصلة بالعرب.
منها علي سبيل المثال ورد في كتابة بابلية قديمة النص التالي ( ماتو آرابي Matu-A-Ra-Bi) وتعني أرض العرب وكذلك ورد ذكر للعرب بما لايتعدي هذا النص من كتابات من ملوك فارس مثل ( أرباية ArpayaاوArabaya) وتعني بلاد العرب. وقد دلت الدراسات التي دارت حول هذه النصوص ولاسيما البابلية منها، علي أن المقصود من الكلمات الوردة فيها – بما يتعلق بالعرب – أرض تشمل البوادي الفاصلة بين العراق وبلاد الشام وبين مصر، بما في ذلك شبة جزيرة سيناء –
سؤال: هل لكلمة ( عرب ) صلة بمفهوم البادية ؟
مثل هذه الفرضية أقرب إلى الفهم. من خلال النصوص التي خلفها العبرانيون . ولفظة Arabفي العبرانية تعني : البدواة ، البدو، الأعراب ، البادية ، سكان البادية 0 وقد استعملوها في نصوصهم الأولي التي تعود للقرن الثامن قبل الميلاد وما قبلة للدلالة على هذه المعاني إلا بكونها دليلاً على قومية أصحابها الذين ذكرتهم ..- في سفر اشعيا هذا النص:" ولا يخيم هناك أعرابي " وكذلك "وحي من جهات بلاد العرب ، في الوعر ، في بلاد العرب تبيتين ياقوافل الدادانين " . المقصود من الآية الأخيرة ( العزلة والوحشة والبدواة ) والعبرانيون قد أطلقوا لفظة ( عرابة ) وهي تعني في الأصل الجفاف وحافة الصحراء .وكلها ذات علاقة بالبدواة – مسبوق بأل التعريف ( ها ) ( Ha-Arabah) للدلالة على سكان وادي ( العربة ) لممتد بين البحر الميت وخليج العقبة وكانت تقيم فيه قبائل عربية شملتها تسمية ( عرب )
وهنا يذكر د جواد علي. انه قد أبانت بعض المعاجم العربية القديمة أن العرب كانوا يعرفون جزيرتهم باسم ( عربة ) الذي يشمل شبة الجزيرة بعامة أو سهل تهامة بخاصة ، وأن اسم العرب مشتق من اسمها . فقد جاء في لسان العرب المحيط لابن منظور " اختلف الناس في العرب لم سموا عرباً ، فقد قال بعضهم :أول من انطق الله لسانه بلغة العرب يعرب بن قحطان ، فنشأ نسلة علي هذه اللغة " ويقول الأزهري " والأقرب عندي أنهم سموا عربا باسم بلدهم العربات " ويقول إسحاق بن الفرج " عربة باحة العرب وباحة دار أبي الفصاحة إسماعيل بن إبراهيم ، وقال أقامت قريش بعربة فتنتخت بها ، وانتشرت سائر العرب في جزيرتها فنسبوا كلهم إلي عربة " انتهي كلام د جواد
واذا تتبعنا النقوش الكتابية في الجنوب العربي نجد انهم لم يستعلموا التسمية في بادئ امرهم ، لدلاله علي البدو والحضر منهم ، أي للدلالة على قوميتهم ، بل استعملوها بمعنب اعراب كقولهم " أعرب ملك حضرموت ، أرعب ملك سبأ" أي أعرب ملك حضرموت .أعرب ملك سبأ – أمل أهل الحضر منهم فكانوا يعرفون بنسبتهم الي مدنهم او قبائلهم التي كانت في الغالب مستقرة تعيش علي التجارة والزراعة .
وفي القران الكريم مايؤيد ذلك [ الأعرب أشد كفراً ونفاقاً ] وكذلك [ومن الاعراب من يؤمن بالله واليوم الآخر ) سورة التوبة وكذلك قوله عز وجل [ ولقد نعلم أنهم يقولون أنما يعلمه بشر لسان الذي يلحدون أليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين ] سورة النحل وكذلك قولة سبجانة [ ولوجعلناه قرآناً أعجمياً لقالوا لولا فصلت آياته ،أأعجمي وعربي ، قل هو للذين آمنو هدي ...] سورة السجدة
ويتضح مما سبق ان العربية كانت قومية ولقد زادت بعد الضغوط من الدول الاجنبية المجاوره لهم مثل الفرس والروم .وقتها مقت العرب التلسط الفارسي .واحسوا العرب بدوافع القومية وبتميزهم عن الاعاجم . واكبر دليل علي ذلك ماذكرته لنا كتب التاريخ من تنافر بين الطرفين الذي أدي في نهايةو المطاف الى صدام مسلح في موقعة ذي قار المشهوره