يحل أياكس أمستردام ضيفاً جميل اللعب ومحباً لكرة القدم على برشلونة، الفريقان اللذان تجمعهما علاقة تاريخية من حيث الاشتراك بالعديد من النجوم والفلسفة الكروية والإدارية، التقيا الموسم الماضي أثناء إدارة تاتا مارتينو للفريق الكتالوني في دور المجموعات.

أياكس أمستردام ورغم تواضع إمكانياته الفنية استطاع أن يكشف عيوب برشلونة، وأثبت مبكراً أن النتائج المحلية التي كان يحققها المدرب الأرجنتيني خادعة، حيث أنه في لقاء الذهاب ورغم نهايته بنتيجة 4-0 لصالح البارسا، استطاع خلق فرص محققة للتسجيل كانت كافية لجعل النتيجة تبدو أفضل بكثير لولا تألق الحارس فيكتور فالديس، وتصديه لعدة انفرادات منها ما كان ركلة جزاء في الشوط الثاني.

لقاء العودة أمام الفريق الهولندي كان مختلفاً، فانتصر أياكس أمستردام بنتيجة 2-1 رغم النقص العددي لمدة شوط كامل، وظهرت بداية اللقاء وكأن فريق المدرب فرانك دي بوير قادر على سداد نتيجة لقاء الذهاب، وبعدها خرج تاتا مارتينو بتصريحه الشهير لن نخسر في 20 مباراة قادمة، ليخسر في اللقاء التالي مباشرة أمام أتلتيك بيلباو والذي كان يعرف الجميع صعوبته، ليتضح أمران بعد ذلك؛ أن دفاع برشلونة الذي تلقى إشادات في بداية تاتا ليس بتلك القوة، وأن المدرب الأرجنتيني لا يعرف الكرة الأوروبية جيداً ولا يتقن الرقص على مسرح الإعلام فيها.

وأما برشلونة تحت قيادة لويس انريكي هذا الموسم فيبدو أكثر واقعية واعترافاً بتغيير الأحوال منذ رحيل بيب جوارديولا، فالفريق لم يتلقَ أي هدف في بطولة الدوري بفضل تألق حارسه كلاوديو برافو ولعبه بكثافة دفاعية أكثر من ذي قبل، كما أن نيمار بدأ يسجل ويخطف النجومية في خط الهجوم، إضافة إلى استقرار الأوضاع من دون خلافات مع النجوم خصوصا بعد توضيح حكاية رفض ليونيل ميسي للتبديل، والتي قال عنها لويس انريكي "عادة ما اسأل اللاعبين قبل التبديل الثالث ولهم الحق بقول ما يريدون".

خسارة البارسا أمام باريس سان جيرمان 2-3 وانكشاف دفاعه أمام الفريق الفرنسي، جعلت الجمهور الكتالوني متخوفاً نوعاً ما من حقيقة النتائج التي يتم تحقيقها في بطولة الدوري، فالفريق كان أكثر من تصدر الليجا الموسم الماضي لكنه في النهاية خرج بخفي حنين من كل البطولات، ومباراة أياكس التي كانت أول ما كشف هشاشة النمر الكتالوني تحت قيادة تاتا مارتينو، تتكرر اليوم لتختبر حقيقة نمر المدرب الذي يقال أنه أكثر صرامة وأقوى شخصية .. لويس انريكي.