بدأ مسعود أوزيل بشكل رائع جداً مع ارسنال، خلقت الصحافة العالمية حوله هالة جعلته في أذهان البعض أقرب للفوز بجائزة الكرة الذهبية، لكن كل ذلك تبخر وبات اللاعب هدفاً للانتقادات، وطالب كثيرون بإجلاسه احتياطياً، مع وجود اتفاق عام على أنه يملك الجودة، لكنها لا تظهر كما يجب في لندن.
أسباب معاناة أوزيل في ارسنال
يعاني أوزيل في ارسنال لأنه لا يتم التعامل معه بناء على قدراته بل بناء على ما يريده المدرب، وهذا يشبه الطلب من دائرة أن تتحول لمثلث حتى تنسجم مع الشكل الموجود، فمسعود بالأصل لاعب في المركز رقم 10 خلف المهاجم، وهو ليس ببطل فريق ولا يمتلك الشخصية التي تؤهله لذلك، كما أنه ليس هدافاً بل صانع ألعاب بحت، إضافة إلى أن لياقته لا تسمح له بالقيام بأدوار دفاعية طوال تسعين دقيقة.
شراء مسعود أوزيل كان من المفترض به أن يكون لما يملكه اللاعب الألماني من مواصفات، لكن أرسن فنجر المعروف عنه كثرة تغيير مراكز اللاعبين لم يفعل ذلك، وغامر بأغلى صفقة في تاريخ النادي وجعلها تدخل في نفق مظلم.
وهناك سبب آخر يتأثر به أوزيل لا يمكن إغفاله، هذا السبب متمثل بمستوى ارسنال التكتيكي وكذلك مستوى نتائج فريق العاصمة، فمسعود جزء من فريق يتأثر بما يتأثرون به، وغيابه أظهر أنه لم يكن المشكلة، بل إن المشكلة بالفريق كله.
إلى أين يجب أن يرحل
يحتاج مسعود أوزيل لفريق يتبنى قدراته ويستفيد منها بما يلائم شخصيته، فهو بحاجة لفريق يملك أبطالاً وفريق يخفف عليه الواجب الدفاعي، والأهم من ذلك أن يجعله يلعب في المكان الذي يحب الإجادة فيه ألا وهو خلف المهاجم، كما يجب أن يكون هذا النادي قادر على تمويل صفقته.
ويعد مانشستر سيتي وجهة مناسبة لمسعود أوزيل بما يبقيه في الواجهة، كما أن تشلسي قد يحتاجه في ظل الحديث السابق عن عدم رضا جوزيه مورينيو عن أوسكار، كما أن وجود المدرب الذي طور قدرات الألماني في ريال مدريد يعد سبباً مهما لجعل تشلسي الوجهة الأكثر مثالية له، لكن أرسن فنجر لن يسمح بمثل هذه الصفقة على الأغلب.
بايرن ميونخ هو خيار ممتاز أيضاً لمسعود أوزيل، فاللاعب يعود إلى الأجواء الألمانية التي اعتادها، كما أنه يلعب في فريق جوارديولا الذي يعشق جودة التمرير وتنسيق اللعب، ولكن هذا قد يتطلب تغييراً في شكل الفريق الألماني الحالي مما يؤجل انتقاله للصيف المقبل.
ولو أراد أوزيل بعض الراحة النفسية بعيداً عن ضغوط الإعلام، فإن باريس سان جيرمان يملك كل ما يحتاجه لاعب فيردر بريمن السابق، حيث سيلعب في المكان الذي يفضله ولن يكون بطلاً للفريق وسيجد من يحملونه دفاعياً، وينعم ببعض الراحة النفسية.