: ما جاء في هذه الرسالة خطأ وقول على الله بغير علم ، كما أنه يناقض صريح القرآن وصحيح السنة ، فالأمي في لغة العرب هو الذي ولد على فطرته نسبة لأمه ، ولا يعني الإنسان أنه أمي أنه جاهل لا يعرف شيئا فالجاهل ليس مرادفا للأمي كما ظن من أجاب السائل في الرسالة ، وإنما أمية الرسول صلى الله عليه وسلم معجزة كبرى له من وجوه عديدة أهمها :
1- أن الله وحده هو الذي علمه ، فليس لأحد من البشر منة ولا فضل عليه في تعليمه شئ .
2- لو كان له معلم من البشر لكان أعلى منه درجة لأن التلميذ مدين لمعلمه بما علمه إياه ، والرسول صلى الله عليه وسلم هو معلم البشرية وعلمه كله من الله وحيا أوحاه إليه ، ويقول الله تعالى ممتنا على رسوله بهذا قائلا : " وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما " .
3- لو كان يقرأ ويكتب لكانت هناك شبهة كبيرة في أنه أخذ علمه من الكتب التي قرأها وهذا يطعن في الرسالة ويشكك الناس في صدقها .
4- قمة الإعجاز هو أن أميا أصبح معلما للبشرية ، فلو كان يحسن القراءة والكتابة لقال الناس أنه وضع الوحي من تأليفه أو استخلصه مما قرأه واطلع عليه .
أما الأدلة على أمية النبي صلى الله عليه وسلم من الكتاب والسنة فهي :
أولا : الكتاب : قال الله تعالى : " الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ " ( الأعراف : 157 ) .
قال القرطبي في تفسيرها : [ قوله تعالى : " الأمي " هو منسوب إلى الأمة الأمية , التي هي على أصل ولادتها , لم تتعلم الكتابة ولا قراءتها ; قاله ابن عزيز . وقال ابن عباس رضي الله عنه : كان نبيكم صلى الله عليه وسلم أميا لا يكتب ولا يقرأ ولا يحسب ; قال الله تعالى : " وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك " [ العنكبوت : 48 ] .
وروي في الصحيح عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب ) . الحديث .] ا.هـ.
وأما نسبة النبي الأمي إلى أم القرى فهو قول ضعيف ذكره النحاس .
ثانيا : من السنة :
1- روى البخاري ومسلم عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه : " إنا أمة أمية، لا نكتب ولا نحسب . " .
2- وروى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها في حديث بدء الوحي وجاء فيه : " فجاءه الملك فيه، فقال: اقرأ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (فقلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطَّني حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: اقرأ، فقلت: ما أنا بقارئ . " . والحديث واضح الدلالة على أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يقرأ .
3- وروى البخاري في كتاب المغازي من حديث البراء بن عازب وفيه : لما اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم في ذي القعدة، فأبى أهل مكة أن يدعوه يدخل مكة، حتى قاضاهم على أن يقيم بها ثلاثة أيام، فلما كتبوا الكتاب، كتبوا: هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله، قالوا: لا نقر لك بهذا، لو نعلم أنك رسول الله ما منعناك شيئا، ولكن أنت محمد بن عبد الله. فقال: (أنا رسول الله، وأنا محمد بن عبد الله). ثم قال لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه: (امح رسول الله). قال علي: لا والله لا أمحوك أبدا، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم الكتاب، وليس يحسن يكتب... " .
والشاهد من الحديث قوله : فليس يحسن يكتب بدليل أنه طلب من علي أن يريه موضع هذه الكلمة من الصحيفة .
والله تعالى أعلم .
1- أن الله وحده هو الذي علمه ، فليس لأحد من البشر منة ولا فضل عليه في تعليمه شئ .
2- لو كان له معلم من البشر لكان أعلى منه درجة لأن التلميذ مدين لمعلمه بما علمه إياه ، والرسول صلى الله عليه وسلم هو معلم البشرية وعلمه كله من الله وحيا أوحاه إليه ، ويقول الله تعالى ممتنا على رسوله بهذا قائلا : " وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما " .
3- لو كان يقرأ ويكتب لكانت هناك شبهة كبيرة في أنه أخذ علمه من الكتب التي قرأها وهذا يطعن في الرسالة ويشكك الناس في صدقها .
4- قمة الإعجاز هو أن أميا أصبح معلما للبشرية ، فلو كان يحسن القراءة والكتابة لقال الناس أنه وضع الوحي من تأليفه أو استخلصه مما قرأه واطلع عليه .
أما الأدلة على أمية النبي صلى الله عليه وسلم من الكتاب والسنة فهي :
أولا : الكتاب : قال الله تعالى : " الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ " ( الأعراف : 157 ) .
قال القرطبي في تفسيرها : [ قوله تعالى : " الأمي " هو منسوب إلى الأمة الأمية , التي هي على أصل ولادتها , لم تتعلم الكتابة ولا قراءتها ; قاله ابن عزيز . وقال ابن عباس رضي الله عنه : كان نبيكم صلى الله عليه وسلم أميا لا يكتب ولا يقرأ ولا يحسب ; قال الله تعالى : " وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك " [ العنكبوت : 48 ] .
وروي في الصحيح عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب ) . الحديث .] ا.هـ.
وأما نسبة النبي الأمي إلى أم القرى فهو قول ضعيف ذكره النحاس .
ثانيا : من السنة :
1- روى البخاري ومسلم عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه : " إنا أمة أمية، لا نكتب ولا نحسب . " .
2- وروى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها في حديث بدء الوحي وجاء فيه : " فجاءه الملك فيه، فقال: اقرأ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (فقلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطَّني حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: اقرأ، فقلت: ما أنا بقارئ . " . والحديث واضح الدلالة على أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يقرأ .
3- وروى البخاري في كتاب المغازي من حديث البراء بن عازب وفيه : لما اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم في ذي القعدة، فأبى أهل مكة أن يدعوه يدخل مكة، حتى قاضاهم على أن يقيم بها ثلاثة أيام، فلما كتبوا الكتاب، كتبوا: هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله، قالوا: لا نقر لك بهذا، لو نعلم أنك رسول الله ما منعناك شيئا، ولكن أنت محمد بن عبد الله. فقال: (أنا رسول الله، وأنا محمد بن عبد الله). ثم قال لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه: (امح رسول الله). قال علي: لا والله لا أمحوك أبدا، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم الكتاب، وليس يحسن يكتب... " .
والشاهد من الحديث قوله : فليس يحسن يكتب بدليل أنه طلب من علي أن يريه موضع هذه الكلمة من الصحيفة .
والله تعالى أعلم .