اذا كانت المرأة قلبا ، فما عساه ان يكون الرجل ؟

تلعب المرأة دور الام منذ نعومة اظفارها ، فتراها تحمل
دميتها بحنان بالغ ، تغدق عليها من الحب الشئ الكثير،تقلد والدتها في
تعابير وجهها قلقا على صحة الطفل العزيز ، تتلمس جبين الدميه ، تقبلها ،
تمسح على رأسها ، تعدها بأشياء جميله ما ان تتماثل للشفاء .

منذ
طفولتها والمرأة تحمل هموما اكبر من حجمها ، لانها تعيش حزن امها بكل
التفاصيل ... زوج عاطل عن العمل ، او سكّيرا يترنح في طرقات المدينه ، او
نرجسي الغى الكل من تفكيره لينصب فكره في ذاته فقط ، او عجوز متصابي يلهث
وراء المتعه الرخيصه ،او شيخ مراهق يبغي الزواج بأخرى ، علها تعيد اليه
بعضا من شباب ولّى ،او متذمرا من الحياة وقت الرخاء والشده ، فيصب جام
غضبه على اقرب مخلوق اليه وهو زوجته الصابره بطبيعة الحال .

تنشأ
الطفلة وهي تتبع خطى والدتها في الصبر على ظلم الزوج والمجتمع ، قابله
بنصيبها بلا ادنى تذمر وكأنها خلقت لتحمل القسوة والمعاناة ، فما ان يشب
الاخ قليلا حتى يكون صورة من الوالد الدكتاتور ، ليكون هو الامر الناهي في
كل مفردات حياة الفتاة ،ويزهو الاب مرددا المثل الشعبي ( اذا طالت لحية
ابنك زيّن لحيتك ) ليزداد الابن عنجهية ضد شقيقته ، والويل كل الويل لها
ولوالدتها لو اعترضن على ذلك، اذ ستنال الام حصتها من الامثال الشعبيه
الظالمه والتي لامجال لي لذكرها (لهبوطها الاخلاقي ) .

كلما ابتلي
الوطن بحاكم ظالم ترى المراة تدفع الثمن الباهض ، فتساق وقت الحروب
والازمات الى الزواج وهي لا تزال طفلة ، وخير مثال على ذلك زواج القاصرات
الاجباري للمغتربين من الاقارب والمعار ف بحجة حمايتهن من الخطف او القتل
العشوائي داخل الوطن، او تزويجها في داخل الوطن لمن يكبرها باعوام كثيره
فتعامله طبقا لما اعتادت ان تعامل عليه الوالد ، ليبدأ العنف الاسري على
اوسع ابوابه ، واقسى مافي الامر ان يتفق الاب لصالح الزوج فتكون الفتاة بين
نارين ، نار عنفوانها الذي يطالب بحقه ، ونار زوج عجوز يطالب بحقه ايضا .

لا
يستقر حال المرأة في العراق وهي سلعة بيد ولي الامر يهديها من يشاء بحجج
واهيه اهمها ( الستر) فالفتاة المتعلمه لاتفرط بشرفها بأي حال من الاحوال
،فلا يجوز حرمانها من اهم واجب مقدس وهو التعليم لزجها في زيجة فاشلة منذ
اللحظة الاولى .

فالمرأة ذلك القلب الكبير ، الا يوجد اناء يستوعبها ؟ سؤال اوجهه للرجل فقط .