الموروث البابلي حاضر بتفاصيله في مهرجان الأعمال اليدوية للحلّة  -1



الموروث البابلي حاضر بتفاصيله في مهرجان الأعمال اليدوية للحلّة








 بابل/ المدى برس

تأبى
المرأة إلا أن تترك بصمتها أينما حلت، فكيف الأمر عندما تكون فنانة ؟ هذه
المشاعر انتابت كل من حضر المهرجان السنوي للأعمال اليدوية التي جادت بها
أنامل طالبات كلية الفنون الجميلة بجامعة بابل، الذي تميز في دورته لهذا
العام بجناح خاص لموروث العائلة الحلية سيتحول لاحقاً إلى متحف خاص بالكلية
.
فقد شهدت كلية الفنون الجميلة بجامعة بابل، مهرجان الإبداع الفني
لطالبات قسم الفنون التطبيقية، الذي أقيم على قاعة القسم، بمشاركة 250
طالبة من مختلف المراحل الدراسية، بحضور أعضاء مجلس النواب :هيثم الجبوري
وعلي حسين جبر وعلي شبر، ومجموعة من أعضاء مجلس المحافظة، ومساعد رئيس
الجامعة، جواد الجنابي وعميد كلية الفنون الجميلة ظافر محمد وجمع كبير من
الطالبات.
(المدى برس) لم تفوت كعادتها المناسبة، إذ تجولت في أرجاء
المعرض، والتقت المشاركات ،وفي مقدمتهن رئيسة قسم الفنون التطبيقية في كلية
الفنون الجميلة صبا لطفي.
تقول لطفي، في حديث إلى (المدى برس)، إن
"المهرجان يشكل تقليداً سنوياً خاصاً بالقسم"، وتشير إلى أن "مهرجان هذا
العام تميز كثيراً عن سابقه ،إذ ضيف له جناحاً خاصاً للموروث الحلي الذي
يتضمن مقتنيات قديمة كانت تستعملها عوائل المدينة في الماضي".
وتضيف
رئيس قسم الفنون التطبيقية، أن هذا "الجناح سيشكل متحفاً خاصاً بالكلية"،
وتبين أن "المهرجان ضم أعمالاً يدوية وتصميمات وطباعة على الأقمشة والتصميم
المنزلي وأعمالاً زيتية والخط العربي والرسم على الزجاج، فضلاً عن مشاريع
تخرج الطالبات للعام 2013 الحالي".
ولم يقتصر المهرجان على الفنون
التطبيقية حسب، إذ امتدت فعالياته إلى نشاط فني عريق هو المسرح، من خلال
عمل يدخل في صميم اهتمامات المرأة ألا وهو الطفولة.
وتقول التدريسية
زينب بلال، في حديث إلى (المدى برس)، إن "مهرجان هذا العام شهد تقدم أول
عرض مسرحي خاص بالقسم عن الطفولة"، وتضيف أن "المسرحية تحمل عنوان الطفلة
والأفاعي الزاحفة".
وبسؤال بلال عن سر هذا العنوان "الصادم"، ابتسمت وهي تشير بحركة ذات دلالة "ألستم تعيشون في العراق".
ودون
إضافة، توضح أن "العمل يتحدث عن طفلة تعيش معاناة واضطرابات نفسية من جراء
اضطرار عائلتها التنقل من بلد لآخر سعياً وراء حياة كريمة".
الطالبات
بدورهن كن في أبهى صورة، يتنقلن كالفراشات الملونة وهن ينثرن الفرح والأمل
بمستقبل أفضل، وكأنهم يتحدين ظروف البلاد وتجاذبات المشهد السياسي المتأزم،
ومن يسعى لإعادة عجلة تحرر المرأة إلى الوراء. وتقول الطالبة لينا عماد
شمخي، في حديث إلى (المدى برس)، إن "مهرجاننا السنوي هو عنوان للفرح
والإبداع العراقي"، وتذكر أن "طالبات الكلية والقسم تسابقن لوضع لمساتهن
على أعمالهن المعروضة التي تعكس للمتلقي مدى قدراتهن الفنية وإصرارهن على
الابتكار وإشاعة الفرح والتفاؤل بغد أفضل".
يذكر أن كلية الفنون الجميلة
في بابل، (مركزها مدينة الحلة، 100 كم جنوب بغداد)، تأسست عام 1986 وكانت
مرتبطة بالجامعة المستنصرية وألحقت بجامعة بابل عام 1991، وهي أول كلية في
المدنية.