ذا
 
أولاً : تأتي اسم إشارة للمفرد المذكر القريب ، مبني على السكون .
     كقوله تعالى ( من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً )(1) .
     وتدخل عليه ( ها ) التنبيه فنقول : هذا ، ومنه قوله تعالى ( لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً )(2) .
     وتتصل به كاف الخطاب للمشار إليه الوسط ، فنقول : ذاك ، وهذاك ، وتلحقه لام البعد فنقول : ذلك .
ــــــــــــــ
(1) البقرة [245]             (2) الحشر [21] .
ذا
 
     ومنه قوله تعالى ( وكان ذلك على الله يسيراً )(1) .
     ومثنى ( ذا ) ذان في حالة الرفع ، وتدخل عليه ( ها ) التنبيه فنقول : هذان ، نحو قوله تعالى ( قالوا إن هذان لساحران )(2) .
     وقوله تعالى ( هذان خصمان اختصموا في ربهم )(3) .
     ومع كاف الخطاب نقول : ذانك .
     ومنه قوله تعالى ( فذانك برهانان من ربك )(4).
     وفي حالة الجر نقول : ذين ، ومع ( ها ) التنبيه نقول : هذين ، نحو : الجائزة لهذين الفائزين .
     والمؤنثة المفردة ( تا ) ، والمثنى ( تان ) ، ومع ( ها ) التنبيه نقول : هاتان في حالة الرفع ، وهاتين في حالة النصب والجر ، نحو قوله تعالى ( إني أريد أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين )(5) .
     ومع كاف الخطاب نقول : تانك ، نحو : تانك شجرتان مثمرتان .
     والجمع أولاء ، ومنه قوله تعالى ( ها أنتم أولاء تحبونهم )(6) .
     ومع ( ها ) التنبيه نقول : هؤلاء ، نحو قوله تعالى ( قالوا ربنا هؤلاء 
شركاؤنا )
(7) .
     ومع المشار إليه الوسط نقول : أولئك ، نحو قوله تعالى ( أولئك هم الوارثون )(Cool ، ومع ( ها ) التنبيه نقول : هؤلئك .
ــــــــــــــ
(1) الأحزاب [19]           (2) طه [63]             (3) الحج [19] .
(4) القصص [32]           (5) القصص [27]       (6) آل عمران [119] .
(7) النحل [86]              (Cool المؤمنون [10] .
 
ذا
 
     ومن المفرد المؤنث القريب لـ ( ذا ) نقول ( ذي ) ( ذه ) ( ذو ) ومع ( ها ) التنبيه نقول : هذه ، ومنه قوله تعالى ( إن هذه أمتكم )(1) .
     ومنه ( ذهي ) و ( تي ) و ( ته ) و ( تو ) و ( تهي ) و ( ذات ) ، نحو : من ذات التي صافحت .
ثانياً : اسم موصول بمعنى ( الذي ) للمفرد وغير المفرد ، والعاقل وغير العاقل .
     ويشترط فيه أن يسبق ( بما ) أو ( من ) الاستفهاميتين ، كما يجب أن تكون ( من ) أو ( ما ) مستقلة بلفظها ومعناها وهو الاستفهام غالباً .
     كقوله تعالى ( يسألونك ماذا أحل لهم )(2) ، ومنه قول لبيد :
            ألا تسألون المرء ماذا يحاول      أنحب فيقضي أم جلال وباطل
     والشاهد في البيت ( ذا ) فجعلها الشاعر بمنزلة الذي ، والتقدير : ما الذي يحاوله (3) .
     ومنه : من ذا أبعدك عني ، ومن ذا قائم ، برفع قائم ، والتقدير : من الذي هو قائم .
     أما إذا ركبت ( ما ) مع ( ذا ) تركيباً يجعلها بمثابة الكلمة الواحدة في إعرابها فهي حينئذ كلمة استفهام ، وذا ملغاة ، نحو : ماذا عطاؤك ؟ فما : استفهامية مبتدأ ، وذا ملغاة زائدة ، وعطاؤك خبر .
     وإذا جاءت ( ذا ) بعد ( من ) فهي إما اسم موصول كما في الأمثلة السابقة أو اسم إشارة ، نحو : من ذا قائماً ، بنصب قائم .
 
ــــــــــــــ
(1) الأنبياء [93]             (2) المائدة [4] .
(3) أنظر كتاب الأزهية للهروي ص 206 .
ذا
 
نماذج من الإعراب
 
     قال تعالى ( من ذا لذي يقرض الله قرضاً حسناً ) .
من : اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ .
ذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع خبر .
الذي : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع صفة لذا أو بدل منها .
يقرض : فعل مضارع مرفوع ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو .
الله : لفظ الجلالة مفعول به .
     والجملة الفعلية لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .
قرضاً : مفعول مطلق منصوب .
حسناً : صفة منصوبة .
 
     قال تعالى ( يسألونك ماذا أحل لهم ) .
يسألونك : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل ، والكاف ضمير المخاطب مبني على الفتح في محل نصب مفعول به .
ماذا : ما اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ ، وذا اسم موصول مبني على السكون في محل رفع مبتدأ .
أحل : فعل ماض مبني للمجهول .
لهم : جار ومجرور متعلقان بمحذوف نائب فاعل .
     والجملة الفعلية لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .
 
 
ذات
 
1 ـ مؤنث ( ذو ) ، ومثناها ( ذواتا ) ، وجمعها ( ذوات ) .
     نحو قوله تعالى ( إن الله عليم بذات الصدور )(1) .
     وقوله تعالى ( ذواتا أفنان )(2) .
     ومنه قول الشاعر الراجز * :
وذات قرنين طحون الضرس        تنهش لو تمكنت من نهشي
تدير علينا كشهاب القبس
     ومنه قول الشاعر * :
                 يا رب فرق بيننا يا النعم        بشتوة ذات هناء وديم
2 ـ تأتي ( ذات ) نائباً عن ظرف زمان ، نحو : التقينا ذات مساء .
     أو نائباً عن ظرف المكان .
     نحو قوله تعالى ( ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال )(3) .
     ومنه قول أبي صخر الهذلي :
          لليلى بذات البين دار عرفتها       وأخرى بذات الجيش آياتها صفر
     وتأتي للدلالة على الحال .
     كقوله تعالى ( فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم )(4) .
ـــــــــــــ
(1) آل عمران [119]             (2) الرحمن [48] .
(3) الكهف [18]                  (4) الأنفال [1] .
     * الشاهد بلا نسبة في مصادره .
ذات       ذاك
 
3 ـ تأتي توكيداً معنوياً إذا اتصل بها الضمير ، نحو : صافحت الفائز ذاته .
4 ـ اسم إشارة للمؤنثة القريبة ، نحو : من ذات التي بصحبتك .
5 ـ مفعولاً مطلقاً ، نحو : زارتني ذات مرة .
6 ـ وتأتي اسم موصول للمفردة المؤنثة ، وتكون مبنية على الضم .
     كقول رؤبة :
             جمعتها من أينق موارق       ذوات ينهضن بغير سائق
 
ذاك
 
     اسم إشارة مؤلف من ( ذا ) و ( كاف الخطاب ) .
     كقول النابغة الذبياني :
         زعم البوارح أن رحلتنا غدا        وبذاك خبرنا الغراب الأسود
     وإذا دخلت عليها ( ها ) التنبيه نقول : هذاك .
     ومثناه ( ذانك ) ، كقوله تعالى ( فذانك برهانان من ربك )(1) .
     ومؤنثه ( تيك ) ، ومثناه ( تانك ) ، وجمعه ( أولئك ) ، أنظر ( ذا ) .
ــــــــــــــ
(1) القصص [32] .
ذان      ذر      ذلك
 
ذان
     اسم إشارة مثنى ( ذا ) للعاقل وغير العاقل ، ويشار به إلى البعيد ، لذلك لا تدخلها لام البعد ، ولكن تدخلها ( ها ) التنبيه ، فنقول : ذان ، هذان ، أنظر (ذا) .
 
ذر
     فعل أمر ناقص التصرف بمعنى ( اترك ) مبني على السكون ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت .
     نحو قوله تعالى ( ذرني ومن خلقت وحيداً )(1) .
     ومضارعه ( يذر ) ولا ماض له ، ومثله ( دع ) إذ لا ماض له ومضارعه يدع .
     وقد استعمل الفعل ( ترك ) بدلاً من ماضيهما ، وكذلك مصدره ( الترك ) بدلاً من مصدريهما .
 
ذلك
     اسم إشارة مؤلف من ( ذا ) ولام البعد ، وكاف الخطاب .
     كقوله تعالى ( فلن يغفر الله لهم ذلك )(2) .
     وقوله تعالى ( ذلك الفوز العظيم )(3) .
     ومؤنثه ( تلك ) ، كقوله تعالى ( تلك آيات الكتاب الحكيم )(4) ، أنظر ( ذا ) .
 
ـــــــــــــــ
(1) المدثر [11]               (2) التوبة [80] .
(3) التوبة [89]               (4) لقمان [2] .
ذه         ذو
 
ذه
     اسم إشارة للمؤنث القريب ، يعرب حسب موقعه من الجملة .
 
ذو
 
1 ـ تأتي اسماً من الأسماء الستة بمعنى ( صاحب ) ، وتعرب بالحروف إذا أضيفت لاسم الجنس الظاهر ، ولا تضاف لغيره .
     مثال الرفع بالواو قوله تعالى ( والله ذو الفضل العظيم )(1) .
     ومنه قول الشاعر * :
           فطار بكفي ذو حراش مشمر        أحد ذلاذيل المعيب قصير
     ومثال النصب بالألف قوله تعالى ( ولو كان ذا قربى )(2) .
     ومنه قول الشاعر ** :
               لو كنت ذا لب تعيش به        لفعلت فعل المرء ذي اللب
     ومثال الجر بالياء قوله تعالى ( ويؤت كل ذي فضل فضله )(3) ، وأنظر عجز البيت السابق قوله " لفعلت فعل المرء ذي اللب " .
2 ـ اسم موصول طائية بمعنى ( الذي ) ، وتعرب بحركات مقدرة على الواو رفعاً ونصباً وجراً ، نقول في حال الرفع : جاء ذو يكرمك .
     ومنه قول أبي تمام :
             أنا ذو عرفت فإن عرتك جهالة        فأنا المقيم قيامة العُذَّال
ـــــــــــــــ
(1) الحديد [21]         (2) المائدة [106]         (3) هود [3] .
     * الشاهد بلا نسبة .       ** الشاهد بلا نسبة .
ذو      ذوا      ذووا      ذواتا
 
     فذو في البيت خبر مرفوع بالضمة المقدرة على الواو .
     ومثال النصب قولك : رأيت ذو يكرمك ،ومثال الجر قولك : مررت بذو يكرمك .
     فذو في المثال الأول منصوبة بالفتحة المقدرة على الواو ، وفي الثاني مجرورة بالكسرة المقدرة على الواو .
 
ذوا
1 ـ ( ذوا ) مثنى ( ذو ) من الأسماء الستة بمعنى صاحب ، ويعرب إعراب المثنى ، وتحذف نونه لملازمته للإضافة ، فهو في الأصل ذوان ، كقوله تعالى ( يحكم به ذوا عدل منكم )(1) .
     وفي حالة النصب قوله تعالى ( واشهدوا ذوي عدل منكم )(2) .
     وفي حالة الجر نقول : مررت بذوي علم .
2 ـ ( ذووا ) جمع مذكر ( ذو ) من الأسماء الستة بمعنى صاحب ، وتعرب إعراب جمع المذكر السالم ، وتحذف نونها لملازمتها الإضافة كما في حالة التثنية .
     ففي حالة الرفع نقول : جاء ذووا المال .
     وفي حالة النصب قوله تعالى ( وآتى المال على حبه ذوي القربى )(3) .
     وفي حالة الجر نقول : استدنت من ذوي المال .
3 ـ ( ذواتا ) مثنى ( ذو ) للمؤنث .
     كقوله تعالى ( ذواتا أفنان )(4) ، وقد حذفت نونها لملازمتها للإضافة أيضاً .
ــــــــــــــ
(1) المائدة [95]                (2) الطلاق [2] .
(3) البقرة [177]               (4) الرحمن [48] .
ذواتا      ذات
 
     وفي حالة النصب نقول : رأيت أيكة ذواتي أفنان متشابكة .
     وفي حالة الجر قوله تعالى ( وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط )(1) .
 
نماذج من الإعراب
 
     قال تعالى ( إن الله عليم بذات الصدور ) .
إن : حرف مشبه بالفعل .
الله : لفظ الجلالة اسم إن منصوب .
عليم : خبر إن مرفوع .
بذات : جار ومجرور متعلقان بالخبر ، وذات مضاف .
الصدور : مضاف إليه مجرور .
     وجملة إن الله ... إلخ لا محل لها من الإعراب ابتدائية .
 
     " التقينا ذات مساء " .
التقينا : فعل وفاعل .
ذات : نائب عن ظرف الزمان متعلق بالفعل ، وهو مضاف .
مساء : مضاف إليه .
ــــــــــــــ
(1) الكهف [16] .
ذات        ذوات
 
     قال تعالى ( ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال ) .
ونقلبهم : الواو حسب ما قبلها ، نقلب فعل مضارع مرفوع ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره نحن ، والهاء في محل نصب مفعول به ، والميم لجماعة المخاطبين .
ذات : نائب عن ظرف المكان منصوب بالفتحة متعلق بالفعل ، وذات مضاف .
اليمين : مضاف إليه . وذات الشمال : معطوف على ذات اليمين .
 
     قال تعالى ( فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم ) .
فاتقوا : الفاء واقعة في جواب الشرط حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .
اتقوا : فعل أمر مبني على حذف النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعله ، والألف فارقة .
الله : لفظ الجلالة مفعول به .
وأصلحوا : الواو للعطف ، وأصلحوا معطوف على اتقوا .
ذات : حال من الضمير منصوب بالفتحة ، وهو مضاف .
بينكم : بين ظرف مكان مضاف إليه ، وهو مضاف ، والكاف في محل جر بالإضافة .
 
     قال الشاعر :
             جمعتها من أينق موارق       ذوات ينهضن بغير سائق
جمعتها : فعل وفاعل ومفعول به .
من أينق : جار ومجرور متعلقان بأينق .  موارق : صفة لأينق .
ذلك      ذانك       ذو
 
ذوات : صفة ثانية ، ويجوز عند ( الكوفيين ) أن تكون بدلاً من أينق ، ويجوز أن تكون خبراً لمبتدأ محذوف ، والتقدير : هن اللواتي .
ينهضن : فعل مضارع مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة ، والنون في محل رفع فاعل ، والجملة الفعلية لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .
بغير : جار ومجرور متعلقان بينهضن ، وغير مضاف .
سائق : مضاف إليه مجرور .
 
     قال تعالى ( ذلك الفوز العظيم ) .
ذلك : ذا اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ ، واللام للبعد ، والكاف حرف خطاب لا محل له من الإعراب مبني على الفتح .
الفوز : خبر مرفوع بالضمة . العظيم : صفة مرفوعة بالضمة .
 
     قال تعالى ( فذانك برهانان من ربك ) .
فذانك : الفاء واقعة في جواب الطلب استئنافية لا عمل لها ، ذانك : ذان اسم إشارة مبتدأ مرفوع بالألف لأنه ملحق بالمثنى ، والكاف حرف خطاب .
برهانان : خبر مرفوع بالألف .
من ربك : جار ومجرور متعلقان ببرهانان ، والكاف في محل جر بالإضافة .
 
     قال الشاعر : " أنا ذو عرفت فإن عرتك جهالة " .
أنا : ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ .
ذو : اسم موصول طائية مرفوع بالضمة المقدرة على الواو خبر المبتدأ .
عرفت : فعل وفاعل ، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .
ذوا       ذيت وذيت
 
فإن : الفاء تفسيرية ، إن حرف شرط جازم لفعلين مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
عرتك : فعل ماض ، والتاء للتأنيث ، والكاف ضمير المخاطب في محل نصب مفعول به ، والجملة الفعلية في محل جزم فعل الشرط .
جهالة : فاعل مرفوع بالضمة .
 
     قال تعالى ( يحكم به ذوا عدا منكم ) .
يحكم : فعل مضارع مرفوع .
به : جار ومجرور متعلقان بيحكم .
ذوا : فاعل مرفوع بالألف لأنه ملحق بالمثنى ، وهو مضاف .
عدل : مضاف إليه مجرور .
منكم : جار ومجرور متعلقان بمحذوف صفة لذوا .
     والجملة الفعلية لا محل لها من الإعراب ابتدائية .
 
ذيت وذيت
     من أسماء الكناية عن الحديث بمعنى ( كيت وكيت ) ولا تستعمل إلا مكررة ، وهو مبني على حركة آخره في محل رفع أو نصب أو جر حسب موقعه من 
الجملة .
     نحو : استمعنا إلى الراوي فقال : ذيت وذيت .
     فذيت الأولى اسم كناية مبني على حركة آخره سواء أكانت حركة ضم أم فتح أم كسر أم سكون في محل نصب مقول القول ، والواو عاطفة ، وذيت الثانية اسم كناية مبني على حركة آخره في محل نصب معطوف على ما قبله .