رسالة مقاتل عاشق
سأعود بعد أنتهاء الحرب فثم من ينتظرني على مشارف بلدني وبيدها زهرة .... إنه الأمل الذي يدفعني للتشبث بالحياة وكسر حدة الموت أمامي .... جددي الورد كل يوم حبيبتي لعل في لحظة أكون على بابك أما نعشا مرفوعا أو حبيبا ممتلئ عشقا ... الشهادة والعشق كلاهما من نبع واحد ... تزيني وتذكري أن تلبسي فستانك الوردي ... ولا تنسي أن تتعطري بعطري الذي أودعته لديك يوم الوداع ..
حبيبتي 
لا تنسي أيضا أن تتفقدي عصافير حديقتنا وذاك المقعد الخشبي الذي كنا نجلس عليه في كل مرة نلتقي ... هل ما زالت شجرة الورد الصغيرة تزهر ورودا .. أه لقد نسيت ... كتبي لا تدع الغبار يعلوها فللحروف حساسية تهيج فيها الضجر ... كتبت لك قصيدة ولكنها تعطرت برائحة الدخان والبارود سأنظفها وأغلسلها بأشواقي وأرسلها لك في وقت أخر ... أحبك وحدك القمر هنا حزين على غير العادة لربما يكون غير قمرنا الذيب شاركنا في كل شيء .
أخيرا حبيبتي
لو أنا رحلت لا تحزني كثيرا فقد أكون أسعد منك هناك مع السعداء أرجوك تمتعي معي بالسعادة ودع الأمور تأخذ مجراها .... الحياة جميلة عندما تنساب كالفرات الذي غسل أرواحنا بطهره ... أرجوك تذكريني فقط عندما تلوح لك حمامة تغني أو بلبل يشدو في الصباح ... لا تسمعي أقوال المتخلفين عن خنادقنا فالجبناء لا يحبون الزهور ولا الطيور ويخشون نهارات الفرح .
أخيرا لك قبلاتي الحارة حتى اللقاء .
حبيبك