وفي الناس من لا يعد اسم الله من هذه الجملة ويقول إن هذه الأسماء كلها مضافة إلى الله فكيف يعد هو منها ومنهم من يفسد هذا الرأي ويهجنه ويزعم أن اسم الله الأعظم هو قولنا الله ويعدها من الجملة ولا يعد مالك الملك ذو الجلال والإكرام إلا اسما واحدا
واحتج من يقول إن اسم الله الأعظم إما الله وإما الرحمن بقوله عز وجل: {قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى}

وأما الكلام في قولنا:
1(الله) فعلى وجهين لفظا ومعنى:
أما اللفظ فعلى قولين:
أحدهما أن أصله إلاه فعال ويقال بل أصله لاه فعل.
ولا تلتفت إلى ما ذكره في كتاب القرآن فإن الصحيح ما ذكرها هنا.
واختلفوا في هل هو مشتق أم غير مشتق.
فذهبت طائفة إلى أنه مشتق وذهب جماعة ممن يوثق بعلمه إلى أنه غير مشتق وعلى هذا القول المعول ولا تعرج على قول من ذهب إلى أنه مشتق من وله يوله وذلك لأنه لو كان منه لقيل في تفعل منه توله لأن الواو فيه واو في توله وفي إجماعهم على أنه تأله بالهمز ما يبين أنه ليس من وله وأنشد أبو زيد لرؤبة
لله در الغانيات المده = سبحن واسترجعن من تألهي
قال: ويقال تأله فلان إذا فعل فعلا يقربه من الإله.
فإن قال قائل ما أنكرت أنه من باب وله وإنما قلب على حد أحد وأناة ما وجد عنه مندوحة لقلة ذلك وشذوذه عن القياس.
ومعنى قولنا إلاه إنما هو الذي يستحق العبادة وهو تعالى المستحق لها دون من سواه.