علاوي يتهم واشنطن وطهران بحرمانه من تشكيل الحكومة العراقية
اتهم زعيم القائمة العراقية أياد علاوي كلاً من الولايات المتحدة الأميركية وإيران بوقوفهما ضد مشروع سحب الثقة عن حكومة رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي.
وأضاف علاوي خلال حديث له نشرته اليوم جريدة العالم البغدادية بأن طهران وواشنطن منعا كذلك من حصول قائمته "العراقية" على استحقاقها الانتخابي، والذي كان سيشكل وفقه الحكومة العراقية عام 2010.
وكانت الانتخابات البرلمانية العراقية الأخيرة عام 2010 اظهرت فوز القائمة العراقية بـ 91 مقعداً ودولة القانون التي يتزعمها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بـ 89 مقعداً. لكن تحالف دولة القانون مع الائتلاف الوطني العراقي (الشيعي) الذي فاز بـ (70 مقعداً) أبعد حظوظ القائمة العراقية عن رئاسة الحكومة التي جاءت بعد مخاض عسير استمر نحو ستة أشهر بحكومة شراكة وطنية ضمت معظم الكتل الفائزة بالانتخابات.
وحول مواقف القوى التي اجتمعت في أربيل والنجف مكوكيًا خلال الاشهر الماضية وفشلت باسقاط حكومة المالكي وتتجه اليوم للقاء والحوار مع المالكي في الاجتماع الوطني المرتقب بعد عودة رئيس الجمهورية جلال طالباني من رحلته العلاجية، قال علاوي إن قوى أربيل والنجف مازالت متماسكة نافياً تراجعها عن مواقفها السابقة. وأشاد بهذا الخصوص بمواقف زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر.
زعيم القائمة العراقية أياد علاوي
يذكر أن مشروع سحب الثقة توقف نتيجة سحب أعضاء في القائمة العراقية تواقيعهم وتراجع مقتدى الصدر عنه مشترطاً اكتمال العدد الدستوري له وهو 164 وموافقة رئيس الجمهورية عليه.
لكن علاوي أشاد بزعيم التيار الصدري، قائلاً إن "سماحة السيد مقتدى ملتزم، وهو رجل بمعنى الكلمة، ولم يتخلّ عن أي موقف على الاطلاق".
ورأى رئيس حركة الوفاق الوطني العراقي في أن العراق ودول المنطقة تمر بأخطر مرحلة في تاريخها منذ الحرب العالمية الأولى، وأنها مقبلة على متغيّرات مفصلية لاسيما إذا أطيح بنظام الأسد، محذرًا من استمرار حالة الجمود السياسي في العراق التي لا تفضي سوى الى مزيد من التوتر واراقة الدماء، والتمهيد لولادة دكتاتورية جديدة.
وحذر علاوي من أن العراق والمنطقة يمران بأخطر مرحلة في تاريخهما المعاصر، وعدها "أخطر مرحلة بعد الحرب الكونية الاولى، إذ أن الخطر لا يكمن في سبب واحد، وإنما في مجموعة اسباب داخلية تتعلق باخطاء تاريخية، وأخرى خارجية"، مبينًا أن "المشهد السياسي في المنطقة آخذ بالتغيير، بما في ذلك المشهد العراقي، خصوصًا بعد زوال النظام السوري الذي لا نعرف كيف ومتى سيزول".
وجدد تحذيره من "استمرار الحال على ما هو عليه في العراق"، مشيراً الى أنه "سيؤدي الى مخاطر جدية تجلب المزيد من التوتر وإراقة الدماء، وتسهم في نشوء دكتاتورية جديدة"، حسب وصفه.
وأشار الى أن "توصيف ما يحصل بأنه أزمة أمر غير دقيق، فالتغيير الحاصل والمتوقع هو أعمق وأخطر بكثير، كما أن اختزال ما يحصل في العراق بأنه أزمة بين طوائف أو كتل سياسية، إنما هو تبسيط لحجم الكارثة التي يمر بها العراق والمنطقة".
وأكد علاوي على أن أهم القواعد الحيوية تكمن في الحفاظ على مفهوم الدولة". وأوضح أن "عناصر الدولة هي السلطة ومؤسساتها والشعب بكل اشكاله والوحدة الجغرافية للبلاد وما تحوي من ثروات"، مشددًا على "أهمية المحافظة على التوازن الاقليمي والعالمي".
وأضاف زعيم القائمة العراقية أن "السلطة كمكون اساسي من مكونات الدولة ينبغي أن تقوم على الشرعية (التي تتكون من الدستور والتفويض وكيفية استلام الحكم)، وكذلك على المشروعية (وتعني مجموعة القوانين المستمدة والمعتمدة على الشرعية في حماية المواطنين والاستجابة لهم والى مطالبهم)".
وكان علاوي اكد الشهر الماضي عدم وجود أي أزمة سياسية في العراق، وقال إنه “لم يسمع بوجود أزمة سياسية في العراق، لان هناك حكومة شراكة وطنية”، مؤكداً في الوقت ذاته ”وجود أزمة في الكهرباء والوظائف فقط".
من جانب آخر، نفى علاوي وجود معارك حقيقية بين أقطاب القائمة العراقية يمكن أن تؤدي الى تمزيقها، مكذباً "وجود تصريحات متناقضة ومسيئة، إذ لدينا ناطق رسمي باسم العراقية، أضف الى ذلك أن اختلاف الافكار والآراء وتعدد وجهات النظر حق طيبعي". واتهم الاعلام الناقل بـ"المسيس".
وكذب الحديث عن تخلي قائمته عن طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية الهارب، لأنه لم يحاكم بعد ومن المحتمل أن تتم تبرئته، رافضًا اطلاق صفة "لاجئ" في تركيا عليه، مبيناً أن "الهاشمي ضيف على تركيا وليس لاجئًا، وهو متهم ليس الا، ولم يحاكم بعد، كما يمكن أن تبرّئه المحكمة"، معلقًا على نشر اعترافات مقربين من الهاشمي عبر وسائل الاعلام بأنها "المرة الاولى منذ عهد النظام الدكتاتوري السابق نرى أن الاتهامات والمحاكمات تتم في الوسائل الاعلامية، وليس في أروقة المحاكم التي تتفيأ بظل قضاء نزيه".
وعن التسجيل الذي انتشر مؤخرًا ويظهره وهو ينتقص من المرجعية الدينية في النجف، ووجود تسجيلات أخرى تخص اعضاء في القائمة العراقية، نفى علاوي صحة مثل هذا التسجيل، قائلاً "انا لا أبني اجوبتي على اشاعات واقاويل"، وأضاف: "هناك تسجيلات غير واضحة الكلام ارسلتها اجهزة امنية استحوذت على موجودات مسكن طارق الهاشمي، ونسبت لي ولآخرين في القائمة"، موضحًا أنه "تم تحويل كلمتين أو ثلاث بشكل مفبرك ومقصود وبتلاعب، إذ أن ما قيل في الواقع كان ثناء على المرجعية لموقفها النبيل من الوحدة الوطنية وعدم قبولها بالطائفية السياسية، هذا هو ما ذكرته وموجود في التسجيل، وهذا دليل على أن هذه الاجهزة (الامنية) مسيسة وتصنع المعلومات والكلمات بشكل غير مستساغ وموجه لخدمة جهات معينة".
وبشأن استهجانه انتقاد حكومة المالكي لزيارة وزير الخارجية التركي داوود أوغلو الأخيرة الى كركوك، أوضح علاوي: "انا قلت أن هناك مسؤولين من دول اخرى يقومون بزيارات مستمرة للعراق من دون اذن وزارة الخارجية أو السفارات العراقية المعتمدة في بلدانهم، وأن أوغلو حسب معلوماتي زار العراق ولديه سمة دخول رسمية".
يذكر أن العراق يشهد خلافات منذ تشكيل الحكومة العراقية عام 2010، لكنها بقية من دون الوزارات الأمنية الداخلية والدفاع والمخابرات التي توزعت بين المكونات الرئيسة في العراق الشيعة والسنة والكرد. و بقيت تدار حتى اليوم بالوكالة وباشراف رئيس الوزراء باعتباره القائد العام للقوات المسلحة، الامر الذي جعل بقية الكتل تتهمه بالتفرد والديكتاتورية وعدم إشراك بقية الكتل في القرارات السياسية، وهو ما ينفيه ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه رئيس الحكومة نوري المالكي.
وفشل خصوم المالكي المشاركون في الحكومة من سحب الثقة عنه. وينتظرون عودة رئيس الجمهورية من ألمانيا حيث يعالج ليبدأ المؤتمر الوطني الذي دعا اليه الرئيس العراقي قبل سفره ليشمل جميع الكتل السياسية.