تزييف التأريخ

المصيبة الكبرى أن المناهج التربوية والتعليمية وحتى الأكاديمية الراقية في العالم المعاصر ومنها عالمنا العربي والإسلامي عامة والعراقي خاصة ما زال يطرح الرؤية التوراتية كما هي بدون مناقشة وفحص أما بشكلها المباشر أو من خلال اعتماد ذات الرؤية المنقولة عبر السردي التأريخي الذي بني على أساسه الفقه التأريخي والقصة التأريخية التي تواصلت إسلاميا وعربيا مع التأريخ ,وما جادت به أيضا الرؤية الاستشراقية للقارئ الغربي للتاريخ والمتبني هدفا ونتيجة رؤية ورواية التوراة ومدافعا عنها بشراسة, فتبنى المؤرخ العربي تلك الخرافة التوراتية بعدما أقتنع بقدسيتها ومن ثم صار تفسير وتأويل النص الديني الإسلامي ينحاز للفكرة التوراتية كليا وإن لم تتطابق من ناحية الجوهر أو المضمون أو الرؤية الكلية يصار إلى تأويل النص بأي شكل كي يتلائم تماما معها.

د.عباس العلي _ من كتابي الجديد تحت الإعداد ( إبراهيم العراقي )